
أحتفال أهل البيت بفرحة الزهراء"هلاك عمر وليس تتويج الإمام الحجة"
وردت رواية عن الإمام الهادي (عليه السلام) في بيان فضل يوم التاسع من ربيع الأول، حيث وصفه بيوم عظيم فرحت فيه العترة الطاهرة (عليهم السلام) بسبب هلاك عدوهم الذي كان أول من أسس للظلم عليهم، والمتسبب في استشهاد السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام). وقد ورد في كلام الإمام الهادي (عليه السلام) التصريح بأن سبب الاحتفال بهذا اليوم هو الفرح بهلاك عمر بن الخطاب.
ولهذا اشتهر بين أوساط الشيعة هذا اليوم المبارك باسم “فرحة الزهراء”، إذ يُعدّ يوماً للسرور والفرح بهلاك عمر الصهاكي الذي باشر بقتل السيدة فاطمة (عليها السلام).
لكن مع وضوح هذه الحقيقة في الروايات، برزت عبر الزمن أصوات داخل الساحة الشيعية تحاول إضعاف هذا الارتباط وإثارة الشكوك حوله…
فمن هم؟
فرحة الزهراء للتتويج أم لهلاك عمر؟ محاولات بائسة من البترية
ومع وضوح الروايات، يحاول بعض التيارات في الوسط الشيعي – كالبترية – التشكيك بأي شئ يتعلق بالسيدة الزهراء (عليها السلام)، فمرةً ينكرون الهجوم على دارها، وأخرى يلومونها على غضبها من أبي بكر وعمر. واليوم يسعون لصرف معنى يوم فرحها وهو التاسع من ربيع الأول بادعاء أنه يوم تتويج الإمام الحجة (عجل الله فرجه) وليس يوم مقتل عمر قاتل السيدة زهراء! ويخدعون بذلك العامه البسطاء.
لكن الإدعاء هذا لا أصل له في روايات أهل البيت (عليهم السلام)، ويوم التتويج الوحيد التي وردت عنها روايات هو يوم الغدير الذي شمل تتويج كل الأئمة الإثنا عشر وليس فقط الإمام علي(عليه السلام) فلم يذكر أبدًا عن الأئمة بأنهم أقاموا حفل لتتويجهم بعد مقتل أبائهم, فلم نرى الإمام السجاد اقام فرح تتويجه بعد مقتل أبيه الإمام الحسين ولم يذكر أن الامام الحجه اقام فرح تتويجه في أيام مقتل ابيه ايضا ،ولو كان قولهم صحيح لكان يوم التتويج هو 8 ربيع يوم مقتل الإمام العسكري لان الإمامه تنتقل على الفور في وقت موت الإمام وليس بعدة بأيام . لذلك الصحيح هو كما قاله الإمام الهادي (عليه السلام) أن الفرح في هذا اليوم إنما كان لهلاك عمر.
مصدر رواية فرحة الزهراء
رُويت رواية فرحة الزهراء الذاكرة لهذا العيد والسبب لاحياء أهل البيت هذا اليوم في عدة مصادر، منها ما ذكره في كتاب المحتضر لحسن بن سليمان الحلي الصفحة ٨٩ و ماذكر عند السيد ابن طاووس (ره) في كتاب زوائد الفوائد، بسند عن ابن أبي العلاء الهمداني الواسطي ويحيى بن محمد بن حويج البغدادي، عن أحمد بن إسحاق القمي (صاحب الإمام الهادي)، عن الإمام الهادي (عليه السلام)، يروي عمّا سمعه من آبائه الأئمة (عليهم السلام) في حديث طويل يتحدث عن مناسبة هذا اليوم وسبب احتفالهم به. ونقتبس أجزاء من هذه الرواية المباركة فيما يلي:
إحتفال أصحاب الأئمة بهلاك عمر
تبدأ الرواية في يوم 9 من ربيع الأول عن رجلان تنازعا في أمر حول عمر بن الخطاب وذهبا يحتكمان إلى أحمد بن إسحاق القمي صاحب الإمام الهادي عليه السلام , وإذا بهما يرونه مبتهج مسرور وكأنه يوم عيد
روى ابن أبي العلاء الهمداني الواسطي ويحيي بن محمد بن حويج البغدادي قالا:
تنازعنا في ابن الخطاب واشتبه علينا أمره، فقصدنا جميعا أحمد بن إسحاق القمي صاحب أبي الحسن العسكري عليه السلام بمدينة قم، فقرعنا عليه الباب فخرجت علينا صبية عراقية فسئلناها عنه، فقالت: هو مشغول بعيده، فإنه يوم عيد، فقلت: سبحان الله إنما الأعياد أربعة للشيعة: الفطر، والأضحى، والغدير، والجمعة، قالت: فان أحمد ابن إسحاق يروي عن سيده أبي الحسن علي بن محمد العسكري عليه السلام أن هذا اليوم يوم عيد، وهو أفضل الأعياد عند أهل البيت عليهم السلام وعند مواليهم، قلنا فاستأذني عليه وعرفيه مكاننا قالا: فدخلت عليه فعرفته فخرج علينا وهو مستور بمئزر يفوح مسكا، وهو يمسح وجهه، فأنكرنا ذلك عليه. فقال: لا عليكما فاني اغتسلت للعيد قلنا أولا: هذا يوم عيد؟ قال: نعم وكان يوم التاسع من شهر ربيع الأول، قالا فأدخلنا داره وأجلسنا.
إحتفال الإمام الهادي بهلاك عمر
نكمل الرواية بذكر أحمد بن إسحاق القمي صاحب الإمام الهادي عليه السلام بأنه زار الإمام الهادي (عليه السلام)في أحد أيام 9 ربيع الأول ووجده يحتفل به وذكر له بالتفصيل بسبب هذا الفرح.
قال أحمد بن إسحاق القمي صاحب الإمام الهادي عليه السلام للرجلان:
إني قصدت مولاي أبي الحسن عليه السلام كما قصدتماني بسر من رأى فاستأذنت عليه فأذن لي، فدخلت عليه السلام في مثل هذا اليوم، وهو يوم التاسع من شهر ربيع الأول فرأيت سيدنا عليه وعلى آبائه السلام قد أوعز إلى كل واحد من خدمه أن يلبس ما يمكنهم من الثياب الجدد، وكان بين يديه مجمرة يحرق العود فيها بنفسه فقلت له: بآبائنا وأمهاتنا يا ابن رسول الله هل تجدد لأهل البيت في هذا اليوم فرح؟
فقال عليه السلام: وأي يوم أعظم حرمة عند أهل البيت من هذا اليوم التاسع من شهر ربيع الأول.
أنه اليوم الذي يهلك عدو جدكما!
من شدة حرص أهل البيت (عليهم السلام) على إحياء هذا اليوم , قام النبي(صلى الله عليه واله وسلم) بإحياءه قبل حتى أن يهلك الطاغي الصهاكي عمر بن الخطاب بسنوات عديدة.
قال الإمام الهادي لــ أحمد بن إسحاق القمي:
ولقد حدثني أبي عليه السلام أن حذيفة بن اليمان دخل في مثل هذا اليوم على جدي رسول الله صلى الله عليه وآله قال حذيفة: رأيت أمير المؤمنين عليه السلام وولديه عليهما السلام يأكلون مع رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يتبسم في وجوههم، ويقول: لولديه الحسن والحسين عليهما السلام :
كلا هنيئا لكما بركة هذا اليوم وسعادته، فإنه اليوم الذي يهلك الله فيه عدوه وعدو جدكما، وإنه اليوم الذي يقبل الله أعمال شيعتكما ومحبيكما، واليوم الذي يصدق فيه قول الله جل جلاله " فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا " واليوم الذي نسف فيه فرعون أهل البيت وظالمهم وغاصبهم حقهم، واليوم الذي يقدم الله إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا.
تحقق دعوة السيدة فاطمة الزهراء
يذكر النبي(صلى الله عليه واله وسلم) هنا بأن السيدة فاطمة (عليها السلام) ستدعو على عمر بن الخطاب بأن يشق بطنه وستستجاب دعوتها عليه في 9 ربيع الأول وهذا فعلا الذي حدث وتم قتله بخنجر ببطنه و ذكر في رواية عديدة عندما أخذ عمر صحيفة فدك من سيدة فاطمة وشقها قالت له:
قالت السيدة فاطمة (عليها السلام) (لعمر لعنه الله):
بقر الله بطنك كما بقرت كتابي
الإحتجاج ١: ٢٣٤ ح ٤٧، عنه البحار ٢٩: ١٢٧ ح ٢٧، والعوالم ١١: ٧٥١ ح ١، ونحوه تفسير القمي ٢: ١٥٥.
قال حذيفة صاحب رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم):
يا رسول الله صلى الله عليه وآله وفي أمتك وأصحابك من ينتهك هذه المحارم؟
قال: نعم يا حذيفة جبت من المنافقين يرتاس عليهم، ويستعمل في أمتي الرؤيا، ويحمل على عاتقه درة الخزي، ويصد الناس عن سبيل الله يحرف كتاب الله ويغير سنتي ويشتمل على إرث ولدي، وينصب نفسه علما، و يتطاول على إمامه من بعدى، ويستخلب أموال الناس من غير حلها، وينفقها في غير طاعة الله، ويكذبني ويكذب أخي ووزيري،
ويحسد ابنتي عن حقها،
فتدعو الله عز وجل عليه فيستجيب دعاءها في مثل هذا اليوم.
ثواب من يُحيي اليوم 9 من ربيع الأول
قال النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) ذاكرا ما جاء له من وحي عن فضل هذا اليوم:
يا محمد إني قد جعلت ذلك اليوم يوم عيد لك ولأهل بيتك، ولمن يتبعهم من المؤمنين وشيعتهم، وآليت على نفسي بعزتي وجلالي وعلوي في مكاني لأحبون من يعيد في ذلك اليوم محتسبا في ثواب الحافين ولأشفعنه في ذوي رحمه ولأزيدن في ماله إن وسع على نفسه وعياله ولأعتقن من النار في كل حول في مثل ذلك اليوم آلافا من شيعتكم ومحبيكم ومواليكم، ولأجعلن سعيهم مشكورا وذنبهم مغفورا، وعملهم مقبولا.
تهنئة حذيفةللإمام علي عليه السلام في يوم مقتل عمــــــر
قال حذيفة صاحب رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم ):
ثم قام رسول الله صلى الله عليه وآله فدخل بيت أم سلمة رضي الله عنها ورجعت عنه وأنا غير شاك في أمر الثاني حتى رأيت بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وأتيح الشر وعاود الكفر، وارتد عن الدين، وشمر للملك، وحرف القرآن، وأحرق بيت الوحي، وابتدع السنن وغيرها وغير الملة ونقل السنة، ورد شهادة أمير المؤمنين عليه السلام، وكذب فاطمة بنت رسول الله، واغتصب فدك منها وأرضى اليهود والنصارى والمجوس، وأسخط قرة عين المصطفى ولم يرضها، وغير السنن كلها، ودبر على قتل أمير المؤمنين عليه السلام وأظهر الجور، وحرم ما حلله الله و حلل ما حرم الله وأبقى الناس أن يحتذوا النقد من جلود الإبل، ولطم وجه الزكية عليها السلام، وصعد منبر رسول الله صلى الله عيله وآله ظلما وعدوانا وافترى على أمير المؤمنين وعانده وسفه رأيه
قال حذيفة: فاستجاب الله دعوة مولاي عليه أفضل الصلاة و - السلام على ذلك المنافق، وجرى كما جرى قتله على يد قاتله رحمة الله على قاتله.
قال حذيفة: فدخلت على أمير المؤمنين عليه السلام لما قتل ذلك المنافق لأهنئه بقتله ومصيره إلى ذلك الخزي والانتقام، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: يا حذيفة تذكر اليوم الذي دخلت فيه على رسول الله صلى الله عليه وآله وأنا وسبطاه نأكل معه؟ فدلك على فضل هذا اليوم، دخلت فيه عليه؟ فقلت: نعم يا أخا رسول الله صلى الله عليه وآله فقال عليه السلام هو والله هذا اليوم الذي أقر الله تبارك وتعالى فيه عيون أولاد رسول الله صلى الله عليه وآله وإني لأعرف لهذا اليوم اثنين وسبعين اسما. إلى أخر الرواية...
الرواية كاملة دون بتر
في الاعلى ذكرت أجزاء مهمه من الرواية ليسهل على القارئ تلقي المعلومة من رواية ولمن يريد قراءة كل الرواية بدون بتر فهذه هيا:
(13) * (باب) * * " (فضل اليوم التاسع من شهر ربيع الأول وأعماله) " * أقول: قد أوردنا شطرا مما يتعلق بهذا الباب في أحوال الخلفاء الثلاث وغيرها.
1 - قال السيد ابن طاوس - ره - في كتاب زوايد الفوائد: روى ابن أبي العلاء الهمداني الواسطي ويحيي بن محمد بن حويج البغدادي قالا:
تنازعنا في ابن الخطاب واشتبه علينا أمره، فقصدنا جميعا أحمد بن إسحاق القمي صاحب أبي الحسن العسكري عليه السلام بمدينة قم، فقرعنا عليه الباب فخرجت علينا صبية عراقية فسئلناها عنه، فقالت: هو مشغول بعيده، فإنه يوم عيد، فقلت: سبحان الله إنما الأعياد أربعة للشيعة: الفطر، والأضحى، والغدير، والجمعة، قالت: فان أحمد ابن إسحاق يروي عن سيده أبي الحسن علي بن محمد العسكري عليه السلام أن هذا اليوم يوم عيد، وهو أفضل الأعياد عند أهل البيت عليهم السلام وعند مواليهم، قلنا فاستأذني عليه وعرفيه مكاننا قالا: فدخلت عليه فعرفته فخرج علينا وهو مستور بمئزر يفوح مسكا، وهو يمسح وجهه، فأنكرنا ذلك عليه. فقال: لا عليكما فاني اغتسلت للعيد قلنا أولا: هذا يوم عيد؟ قال: نعم وكان يوم التاسع من شهر ربيع الأول، قالا فأدخلنا داره وأجلسنا.
ثم قال: إني قصدت مولاي أبي الحسن عليه السلام كما قصدتماني بسر من رأى فاستأذنت عليه فأذن لي، فدخلت عليه السلام في مثل هذا اليوم، وهو يوم التاسع من شهر ربيع الأول فرأيت سيدنا عليه وعلى آبائه السلام قد أوعز إلى كل واحد من خدمه أن يلبس ما يمكنهم من الثياب الجدد، وكان بين يديه مجمرة يحرق العود فيها بنفسه فقلت له: بآبائنا وأمهاتنا يا ابن رسول الله هل تجدد لأهل البيت في هذا اليوم فرح؟ فقال عليه السلام: وأي يوم أعظم حرمة عند أهل البيت من
هذا اليوم التاسع من شهر ربيع الأول.
ولقد حدثني أبي عليه السلام أن حذيفة بن اليمان دخل في مثل هذا اليوم على جدي رسول الله صلى الله عليه وآله قال حذيفة: رأيت أمير المؤمنين عليه السلام وولديه عليهما السلام يأكلون مع رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يتبسم في وجوههم، ويقول: لولديه الحسن والحسين عليهما السلام كلا هنيئا لكما بركة هذا اليوم وسعادته، فإنه اليوم الذي يهلك الله فيه عدوه وعدو جدكما، وإنه اليوم الذي يقبل الله أعمال شيعتكما ومحبيكما، واليوم الذي يصدق فيه قول الله جل جلاله " فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا " واليوم الذي نسف فيه فرعون أهل البيت وظالمهم وغاصبهم حقهم، واليوم الذي يقدم الله إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا.
قال حذيفة: فقلت: يا رسول الله صلى الله عليه وآله وفي أمتك وأصحابك من ينتهك هذه المحارم؟ قال: نعم يا حذيفة جبت من المنافقين يرتاس عليهم، ويستعمل في أمتي الرؤيا، ويحمل على عاتقه درة الخزي، ويصد الناس عن سبيل الله يحرف كتاب الله ويغير سنتي ويشتمل على إرث ولدي، وينصب نفسه علما، و يتطاول على إمامه من بعدى، ويستخلب أموال الناس من غير حلها، وينفقها في غير طاعة الله، ويكذبني ويكذب أخي ووزيري، ويحسد ابنتي عن حقها، فتدعو الله عز وجل عليه فيستجيب دعاءها في مثل هذا اليوم.
قال حذيفة: فقلت: يا رسول الله صلى الله عليه وآله فادع ربك ليهلكه في حياتك، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا حذيفة لا أحب أن أجترئ على قضاء الله عز وجل لما قد سبق في علمه، لكن سألت الله عز وجل أن يجعل لليوم الذي يهلكه فيه فضيلة على سائر الأيام، ليكون ذلك سنة يستن بها أحبائي، وشيعة أهل بيتي ومحبيهم فأوحى الله إلى جل من قائل يا محمد إنه كان في سابق علمي أن تمسك وأهل بيتك محن الدنيا وبلاؤها، وظلم المنافقين والغاصبين من عبادي، من نصحت لهم و خانوك، ومحضت لهم وغشوك، وصافيتهم وكشحوك، وأرضيتهم وكذبوك، وجنيتهم وأسلموك، فانى بحولي وقوتي وسلطاني لأفتحن على من يغصب بعدك عليا وصيك حقا ألف باب من النيران من أسفل الفيلوق ولأصلينه وأصحابه قعرا يشرف عليه إبليس آدم فيلعنه، ولأجعلن ذلك المنافق عبرة في القيامة كفراعنة الأنبياء وأعداء الدين في المحشر، ولأحشرنهم وأولياءهم وجميع الظلمة والمنافقين إلى جهنم زرقا كالحين، أذلة حيارى نادمين، ولأضلنهم فيها أبد الابدين.
يا محمد إن مرافقك ووصيك في منزلتك يمسه البلوى، من فرعونه وغاصبه الذي يجترئ ويبدل كلامي ويشرك بي ويصد الناس عن سبيلي وينصب من نفسه عجلا لامتك ويكفر بي في عرشي إني قد أمرت ملائكتي في سبع سماواتي وشيعتك ومحبيك أن يعيدوا في اليوم الذي أهلكته فيه، وأمرتهم أن ينصبوا كرسي كرامتي بإزاء البيت المعمور ويثنوا علي ويستغفرون لشيعتك ولمحبيك من ولد آدم يا محمد وأمرت الكرام الكاتبين أن يرفعوا القلم عن الخلق في ذلك اليوم، ولا يكتبون شيئا من خطاياهم كرامة لك ولوصيك.
يا محمد إني قد جعلت ذلك اليوم يوم عيد لك ولأهل بيتك، ولمن يتبعهم من المؤمنين وشيعتهم، وآليت على نفسي بعزتي وجلالي وعلوي في مكاني لأحبون من يعيد في ذلك اليوم محتسبا في ثواب الحافين ولأشفعنه في ذوي رحمه ولأزيدن في ماله إن وسع على نفسه وعياله ولأعتقن من النار في كل حول في مثل ذلك اليوم آلافا من شيعتكم ومحبيكم ومواليكم، ولأجعلن سعيهم مشكورا وذنبهم مغفورا، وعملهم مقبولا.
قال حذيفة: ثم قام رسول الله صلى الله عليه وآله فدخل بيت أم سلمة رضي الله عنها ورجعت عنه وأنا غير شاك في أمر الثاني حتى رأيت بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وأتيح الشر وعاود الكفر، وارتد عن الدين، وشمر للملك، وحرف القرآن، وأحرق بيت الوحي، وابتدع السنن وغيرها وغير الملة ونقل السنة، ورد شهادة أمير المؤمنين عليه السلام، وكذب فاطمة بنت رسول الله، واغتصب فدك منها وأرضى اليهود والنصارى والمجوس، وأسخط قرة عين المصطفى ولم يرضها، وغير السنن كلها، ودبر على قتل أمير المؤمنين عليه السلام وأظهر الجور، وحرم ما حلله الله و حلل ما حرم الله وأبقى الناس أن يحتذوا النقد من جلود الإبل، ولطم وجه الزكية عليها السلام، وصعد منبر رسول الله صلى الله عيله وآله ظلما وعدوانا وافترى على أمير المؤمنين وعانده وسفه رأيه
قال حذيفة: فاستجاب الله دعوة مولاي عليه أفضل الصلاة و - السلام على ذلك المنافق، وجرى كما جرى قتله على يد قاتله رحمة الله على قاتله.
قال حذيفة: فدخلت على أمير المؤمنين عليه السلام لما قتل ذلك المنافق لأهنئه بقتله ومصيره إلى ذلك الخزي والانتقام، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: يا حذيفة تذكر اليوم الذي دخلت فيه على رسول الله صلى الله عليه وآله وأنا وسبطاه نأكل معه؟ فدلك على فضل هذا اليوم، دخلت فيه عليه؟ فقلت: نعم يا أخا رسول الله صلى الله عليه وآله فقال عليه السلام هو والله هذا اليوم الذي أقر الله تبارك وتعالى فيه عيون أولاد رسول الله صلى الله عليه وآله وإني لأعرف لهذا اليوم اثنين وسبعين اسما.
قال حذيفة: فقلت: يا أمير المؤمنين عليه السلام إني أحب أن تسمعني أسماء هذا اليوم التاسع من شهر ربيع الأول،
فقال عليه السلام: يا حذيفة هذا يوم الاستراحة، و يوم تنفيس الهم والكرب، والغدير الثاني، ويوم تحطيط الأوزار، ويوم الحبوة ويوم رفع القلم، ويوم الهدى، ويوم العقيقة، ويوم البركة، ويوم الثارات وعيد الله الأكبر، يوم يستجاب فيه الدعوات، ويوم الموقف الأعظم، ويوم التولية ويوم الشرط، ويوم نزع الأسوار، ويوم ندامة الظالمين، ويوم انكسار الشيعة ويوم نفي الهموم، ويوم الفتح، ويوم العرض، ويوم القدرة، ويوم التصفيح، و يوم فرح الشيعة، ويوم التروية، ويوم الإنابة، ويوم الزكاة العظمى، ويوم الفطر الثاني، ويوم سبيل الله تعالى، ويوم التجرع بالريق، ويوم الرضا، وعيد أهل البيت عليهم السلام، ويوم ظفرت به بنو إسرائيل، ويوم قبل الله أعمال الشيعة، و يوم تقديم الصدقة، ويوم طلب الزيادة، ويوم قتل المنافق، ويوم الوقت المعلوم ويوم سرور أهل البيت عليهم السلام ويوم المشهود، ويوم يعض الظالم على يديه، ويوم هدم الضلالة، ويوم النيلة، ويوم الشهادة، ويوم التجاوز عن المؤمنين، ويوم المستطاب، ويوم ذهاب سلطان المنافق، ويوم التسديد، ويوم يستريح فيه المؤمنون ويوم المباهلة، ويوم المفاخرة، ويوم قبول الأعمال، ويوم النحيل، ويوم النحيلة، ويوم الشكر، ويوم نصرة المظلوم، ويوم الزيارة، ويوم التودد، و يوم النحيب ويوم الوصول، ويوم البركة، ويوم كشف البدع، ويوم الزهد في الكبائر، ويوم المنادي، ويوم الموعظة، ويوم العبادة، ويوم الاسلام.
قال حذيفة: فقمت من عند أمير المؤمنين عليه السلام وقلت في نفسي: لو لم أدرك من أفعال الخير ما أرجو به الثواب إلا حب هذا اليوم، لكان مناي.
قال محمد بن أبي العلا الهمداني ويحيى بن جريح: فقام كل واحد منا نقبل رأس أحمد بن إسحاق وقلنا: الحمد لله الذي ما قبضنا حتى شرفنا بفضل هذا اليوم المبارك، وانصرفنا من عنده، وعيدنا فيه، فهو عيد الشيعة تم الخبر.
بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٩٥ - الصفحة ٣٥١