
الصحابة استغلوا انشغال بني هاشم بجنازة النبي لسرقة الخلافة منهم
في اللحظة التي أظلمت فيها المدينة المنوّرة بغياب نور نبيّها، وفي وسط هذه الفاجعة العظيمة، كانت هناك عيون تترصّد من بعيد، وعقول تُضمر مخطّطًا خفيًّا آن أوان تنفيذه، مستغلّةً انشغال الناس في وداع النبي (صلى الله عليه واله وسلم) ودفنه.
الصحابة أستغلوا إنشغال بني هاشم في جنازة النبي لسرقة الخلافة منهم
من المعلوم أن الأنبياء بعد موتهم يتولى أهلهم قيادة الأمة، لذا خشي الصحابة أن تؤول الخلافة لبني هاشم، فاستغلوا انشغالهم بجنازة النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) وسبقوهم إلى السقيفة لانتزاعها، كما أشار زيد بن الأرقم لعبد الرحمن بن عوف أحد أهم الممهدين لهذا الإنقلاب.
قال زيد بن الأرقم الأنصاري للصحابي عبد الرحمن بن عوف عندما أخذ يناشد الناس لبيعة أبوبكر:
يا ابن عَوْفٍ، لَوْلا أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- وَغَيْرُهُ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ اشتغلوا بدفن النبي -صلّى الله عليه وَسَلَّمَ- وَبِحُزْنِهِمْ عَلَيْهِ فَجَلَسُوا فِي مَنَازِلِهِمْ، مَا طمع فِيهَا مَنْ طَمِعَ
الفتوح لأحمد بن أعثم الكوفي: ١ / ١٢
وروى أيضا الزبير بن بكار(من كبار علماء السنه) ضمن رواية: قال زيد بن أرقم:
وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِمَّنْ سَمَّيْتَ مِنْ قُرَيْشٍ مَنْ لَوْ طَلَبَ هَذَا الأَمْرَ لَمْ يُنَازِعْهُ فِيهِ أَحَدٌ: عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ
كتاب الأخبار الموفقيات للزبير بن بكار-ص220
أبوبكر وعمر يتركان جنازة النبي
تذكر المصادر أن أبا بكر وعمر لم يحضرا جنازة النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) لانشغالهما بالسقيفة في التنازع مع الأنصار على الخلافة، فتمت البيعة بسرعة خشية لحاق بني هاشم، حتى وصفها عمر لاحقًا بأن بيعة أبوبكر كانت بيعة شر و “فلتة” أي وقعت على عجل ودون تروٍ.
٣٧٠٤٦ - ابْنُ نُمَيْرٍ , عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ , عَنْ أَبِيهِ
أَنَّ أَبَا بَكْرٍ , وَعُمَرَ لَمْ يَشْهَدَا دَفْنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ; كَانَا فِي الْأَنْصَارِ فَدُفِنَ قَبْلَ أَنْ يَرْجِعَا
ص432 -ج7- كتاب المصنف ابن أبي شيبة
رجال الرواية ثقات
قال عمر بن الخطاب:
إنما كانت بيعة أبي بكر فلتة وتمت ألا وإنها قد كانت كذلك ولكن الله وقى شرها
صحيح البخاري - كتاب الحدود - باب : رجم الحبلي من الزنا إذا أحصنت , الجزء : ( 8 ) - رقم الصفحة : ( 25 )
إعراض بنو هاشم عن مبايعة أبوبكر
لم يشارك أحد من بني هاشم، أهل بيت النبي (صلى الله عليه واله وسلم)، في السقيفة، مما يثير الشكوك حول شرعية بيعة أبي بكر. فهل يُعقل أن تنفرد قبيلة بني تيم بالاختيار (التي وصفها أبو سفيان بأحقر قبائل قريش) دون حضور بني هاشم الذين منهم انبثق نور الإسلام؟ ثم إن البيعة المتأخرة بعد ستة أشهر جاءت نتيجة ضغوط وصراع، ولو كان بنو هاشم راضين لبايعوا منذ اليوم الأول.
قال الزهري:
بقي علي، وبنو هاشم، والزبير ستة أشهر لم يبايعوا أبا بكر حتى ماتت فاطمة رضي الله عنها فبايعوه.
الكامل في التاريخ - ابن الأثير - ج ٢ - الصفحة ٣٣١
ولما بويع أبو بكر في يوم السَّقيفة وجددت البيعة له يوم الثلاثاء على العامة
خرج علي فقال : أفسدت علينا أمورنا ، ولم تستشر ، ولم تَرْعَ لنا حقاً ،
فقال أبو بكر : بلى ، ولكني خشيت الفتنة ...
ولم يبايعه أحد من بني هاشم حتى ماتت فاطمة رضي الله عنها .
کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر : المسعودي مجلد : 2 صفحه : 301
بيعة بني هاشم تحت تهديد السلاح!
وقد ورد بالتواتر أن الإمام علي والسيدة فاطمة (عليهما السلام) غضبا ورفضا البيعة، حتى وصل الأمر إلى أن حكومة أبي بكر هددتهما بالقتل إذا لم يبايعوا.
١٢٩١ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ الْمُسَيَّبِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ:
وَغَضِبَ رِجَالٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ فِي بَيْعَةِ أَبِي بَكْرٍ مِنْهُمْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَالزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ فَدَخَلَا بَيْتَ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُمَا السِّلَاحُ فَجَاءَهُمَا عُمَرُ فِي عِصَابَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ
ص553 - كتاب السنة لعبد الله بن أحمد (أبن مؤسس المذهب الحنبلي)
رجال الحديث ثقات من رجال بخاري ومسلم
٣٩٨٢٧ - حدثنا محمد بن بشر (حدثنا) عبيد اللَّه بن عمر (حدثنا) زيد بن أسلم عن أبيه أسلم:
أنه حين بويع لأبي بكر بعد رسول اللَّه كان علي والزبير يدخلان على فاطمة بنت رسول اللَّه فيشاورونها ويرتجعون في أمرهم، فلما بلغ ذلك عمر بن الخطاب خرج حتى دخل على فاطمة فقال:
يا بنت رسول اللَّه ﷺ واللَّه ما من الخلق أحد أحب إلينا من أبيك، وما من أحد أحب إلينا بعد أبيك منك،
وأيم اللَّه ما ذاك بمانعي أن أجتمع هؤلاء النفر عندك؛ أن أمرتهم أن يحرق عليهم البيت
قال: فلما خرج عمر جاؤوها (فقالت) : تعلمون أن عمر قد جاءني وقد حلف باللَّه لئن عدتم ليحرقن عليكم البيت، وأيم اللَّه ليمضين لما حلف عليه ، فانصرفوا راشدين، فرءوا رأيكم ولا ترجعوا إليَّ، فانصرفوا عنها فلم يرجعوا إليها حتى بايعوا لأبي بكر.
ص143 - كتاب المصنف ابن أبي شيبة ت الشثري
رجال الحديث ثقات من رجال بخاري ومسلم
لقراءة المزيد عن واقعة هجوم الدار والرد على الشبهات وذكر تحليل رجال السند للروايتين السابقتين يمكنهم قراءة المقالة التالية
أفكنت أترك رسول الله !
وقد نجح الحزب الشيطاني في الإستيلاء على الخلافة في وقت غياب صاحبها الحقيقي , وبعد أن إنتهى من دفن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) أخذ يحتجّ عليهم بما قاله رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) يوم غدير خم حين نصّبه خليفة عليهم، مذكّرًا إيّاهم بالعهد الذي طرحوه وراء ظهورهم.
فقال أمير المؤمنين عليه السلام:
يا معاشر المهاجرين والأنصار الله الله لا تنسوا عهد نبيكم إليكم في أمري، ولا تخرجوا سلطان محمد من داره وقعر بيته إلى دوركم وقعر بيوتكم، ولا تدفعوا أهله عن حقه ومقامه في الناس.
فوالله معاشر الجمع إن الله قضى وحكم ونبيه أعلم وأنتم تعلمون بأنا أهل البيت أحق بهذا الأمر منكم، أما كان القارئ منكم لكتاب الله الفقيه في دين الله المضطلع بأمر الرعية، والله إنه لفينا لا فيكم فلا تتبعوا الهوى فتزدادوا من الحق بعدا وتفسدوا قديمكم بشر من حديثكم.
فقال بشير بن سعد الأنصاري الذي وطأ الأرض لأبي بكر وقالت جماعة من الأنصار: يا أبا الحسن لو كان هذا الأمر سمعته منك الأنصار قبل بيعتها لأبي بكر ما اختلف فيك اثنان.
فقال علي عليه السلام: يا هؤلاء كنت أدع رسول الله مسجى لا أواريه وأخرج أنازع في سلطانه، والله ما خفت أحدا يسمو له وينازعنا أهل البيت فيه ويستحل ما استحللتموه، ولا علمت أن رسول الله صلى الله عليه وآله ترك يوم غدير خم لأحد حجة ولا لقائل مقالا، فأنشد الله رجلا سمع النبي يوم غدير خم يقول: " من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره وخذل من خذله " أن يشهد الآن بما سمع.
قال زيد بن أرقم: فشهد اثنا عشر رجلا بدريا بذلك وكنت ممن سمع القول من رسول الله صلى الله عليه وآله فكتمت الشهادة يومئذ، فدعا علي علي فذهب بصري.
الاحتجاج - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ٩٧
وخرج علي كرم الله وجهه يحمل فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم على دابة ليلا في مجالس الأنصار تسألهم النصرة،
فكانوا يقولون: يا بنت رسول الله، قد مضت بيعتنا لهذا الرجل، ولو أن زوجك وابن عمك سبق إلينا قبل أبي بكر ما عدلنا به،
فيقول علي كرم الله وجهه: أفكنت أدع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته لم أدفنه، وأخرج أنازع الناس سلطانه؟
فقالت فاطمة: ما صنع أبو الحسن إلا ما كان ينبغي له، ولقد صنعوا ما الله حسيبهم وطالبهم.
الامامة والسياسة - ابن قتيبة الدينوري ، تحقيق الشيري - ج ١ - الصفحة ٢٩