
بماذا طالبت السيدة فاطمة؟
بحث شامل
يشاع بين عامة الناس فهمٌ خاطئٌ لقضية السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)، إذ يظنّون أن مطالبها كانت محصورة بفدك ، في حين أنها كانت تطالب بجملةٍ من الحقوق التي سُلِبت منها، والتي تجاهلها الخليفة الجائر متعدّياً أمر النبي(صلى الله عليه واله وسلم) وما نصّ عليه القرآن من أن هذه الحقوق خُصَّصت لأهل البيت (عليهم السلام).
ملخص بماذا طالبت السيدة فاطمة
نستعرض بشكل مسبط ملخص طليات السيدة فاطمة (عليها السلام) وسوف نتطرق بالتفصيل حول كل طلبت وكيف سلبه أبوبكر وما الدليل على أحقية السيدة من القران والسنه.
- خمس خيبر: وهو من حصون خيبر الثمانية؛ فخمسة منها صارت غنيمة للمسلمين، واثنان صارا للنبي لأنهما فُتِحا دون قتال فكانا من الفَيء، وواحد صار سهم لله للنبي وأهل بيته، وهو:
- حصن الكتيبة
- الفئ: هو ما يعود إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من أموال الكفار بغير قتال, وهذا جزء منهم:
- حصن الوطيح والسلالم من خيبر (هم من الفئ لان تم فتحهم صلحا دون قتال)
قتال) - أموال بني نضير (فإنهم صالحوا النبي على أموالهم وأراضيهم بلا قتال)
- وادي القرى (بين تيماء وخيبر وسوق مهزور ,بحيث صالح أهلها عليه فكان له ثلثه ولهم ثلثاه)
- حصن الوطيح والسلالم من خيبر (هم من الفئ لان تم فتحهم صلحا دون قتال)
- فدك:
- كانت تدخل في قسم الفئ ولكن أهداها النبي للسيدة فاطمة فأصبحت ملكًا لها.
- صدقات النبي:
- من أهمها “الحيطان السبعة”، وهي حدائق كانت من موقوفات رسول الله لابنته السيدة فاطمة. وهيا صدقات تصرف على بني هاشم وبني عبد المطلب, وكانت السيدة فاطمة متصرفة فيها بأمر من النبي .
- أسماء الحدائق:
- دلال
- برقة
- أعواف
- صافية
- ميثب
- حسنى
- مشربة أم إبراهيم
- ميراث النبي:
- وهو جملة من أملاك النبي.
مصدر: هدي الملة إلى أن فدك نحلة ص13
السيد محمد حسن القزويني
لماذا طالبت السيدة فاطمة بهذه الأمــــــــــوال؟
طالبت السيدة فاطمة (عليها السلام) بحقوقها التي سرقها أبوبكر ومن يطّلع على تفاصيل هذه الأموال يدرك أنها تعادل ميزانية دولة كاملة، فأبوبكر لم يسرق شيئا يسيرًا.
فقد شملت ثلاث حصون من خيبر من أصل ثمانية حصون ,والحوائط السبعة وهي سبعة مزارع كبيرة في منطقة العوالي، وقرية فدك,والفئ منها وادي القرى وأموال بني نضير, إضافة إلى أملاك أخرى كثيرة جدا.
وهذا يبيّن أن مطالبها لم تكن قضية أموال فحسب، بل قضية حقوق مرتبطة بمقام الخلافة نفسها , فقد كانت تطالب بالخلافة لا بالمال.
لذلك حاول أبو بكر إبطال النص القرآني الصريح في حق أهل البيت بالخمس والفَيء، وحكم على السيدة كالكافر الذي لا يرث والده المسلم بزعمه إن النبي لايورث، وكذب قول السيدة في كون فدك ملكها لأنه لو أعطاهم حقوقهم لما بقي له مال يقيم به دولته.
الخمس
(1
وهو عبادة مالية افترضها الله على المسلمين من الكتاب والسنة ومعناها دفع خمس (20%) من بعض أنواع الأموال لله وللنبي(صلى الله عليه واله) وللقربى وهم : بنو هاشم وبنو المطلب.
الخمس يقسم إلى ستة أسهم:
- سهم لله
- سهم للرسول
- سهم لذوي القربى
- سهم لليتامى
- سهم للمساكين
- سهم لابن السبيل
قال الله تعالى:
وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ
فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ
وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (41)
سورة الأنفال الاية 41
ملاحظة: اليتامى والمساكين وابن السبيل هم من ال النبي أيضا.
حدثنا الحارث ، حدثنا عبد العزيز ، حدثنا عبد الغفار ، حدثنا المنهال بن عمرو ، وسألت عبد الله بن محمد بن علي وعلي بن الحسين-زين العابدين- ، عن الخمس فقالا: هو لنا . فقلت لعلي : فإن الله يقول : ( واليتامى والمساكين وابن السبيل ) فقالا : يتامانا ومساكيننا .
مصدر:تفسير أبن كثير ص182.
99-/4315 الْعَيَّاشِيُّ:عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ،عَنْ أَحَدِهِمَا(عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ)،قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ: وَ اعْلَمُوا أَنَّمٰا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّٰهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبىٰ .قَالَ:«هُمْ أَهْلُ قَرَابَةِ رَسُولِ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)». فَسَأَلْتُهُ:مِنْهُمُ الْيَتَامَى وَ الْمَسَاكِينُ وَ ابْنُ السَّبِيلِ؟قَالَ:«نَعَمْ».
مصدر:تفسير البرهان ج:2,ص:698
دليل من السنة النبوية على تخصيص الخمس لبني هاشم وبني عبد المطلب فقط
⦗٤٢٢٩⦘ بْنِ الْمُسَيِّبِ: أَنَّ جُبَيْرَ بْنَ مُطْعِمٍ أَخْبَرَهُ قَالَ:
مَشَيْتُ أَنَا وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ،
فَقُلْنَا أَعْطَيْتَ بَنِي الْمُطَّلِبِ مِنْ خُمْسِ خَيْبَرَ
وَتَرَكْتَنَا، وَنَحْنُ بِمَنْزِلَةٍ وَاحِدَةٍ مِنْكَ. فَقَالَ -النبي-: (إِنَّمَا بَنُو هَاشِمٍ وَبَنُو الْمُطَّلِبِ شَيْءٌ وَاحِدٌ). قَالَ جُبَيْرٌ: وَلَمْ يَقْسِمْ النَّبِيُّ ﷺ لِبَنِي عَبْدِ شَمْسٍ وَبَنِي نَوْفَلٍ شَيْئًا.
المصدر : ص623-ج3 - كتاب صحيح البخاري ن عطاءات العلم
صحيح ابن ماجه الصفحة أو الرقم : 2347
فما كان تصرف أبوبكر بالخمس؟
(أ
تجاهل أبو بكر أوامر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وآية الخمس، وقال بأنه لايعتقد بأنه لها الحق بأن تملكهم وحكم بأنه يأخذ جزء منهم للمسلمين! وبذلك حُرمت السيدة فاطمة من حق مثبت بالكتاب والسنة.
عن عائشــــــــــــــــــــــــة
أنَّ فاطِمَةَ بنْتَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، أرْسَلَتْ إلى أبِي بَكْرٍ تَسْأَلُهُ مِيراثَها مِن رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ممَّا أفاءَ اللَّهُ عليه بالمَدِينَةِ، وفَدَكٍ، وما بَقِيَ مِن
خُمُسِ خَيْبَرَ، فقالَ أبو بَكْرٍ: إنَّ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: لا نُورَثُ، ما تَرَكْنا صَدَقَةٌ.
فأبَى أبو بَكْرٍ أنْ يَدْفَعَ إلى فاطِمَةَ مِنْها شيئًا، فَوَجَدَتْ فاطِمَةُ علَى أبِي بَكْرٍ في ذلكَ، فَهَجَرَتْهُ فَلَمْ تُكَلِّمْهُ حتَّى تُوُفِّيَتْ.
المصدر :البخاري (حديث:4240 ) || مسلم (حديث:1759).
عن أنــــــــــــــــس بن مالك
أن فاطمة عليه السلام أتت أبا بكر فقالت: لقد علمت الذي ظلمتنا عنه أهل البيت من الصدقات وما أفاء الله علينا من الغنائم في القرآن من سهم ذوي القربى!
ثم قرأت عليه قوله تعالى: ﴿واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى﴾
فقال لها أبو بكر: بأبي أنت وأمي ووالد ولدك! لسمع والطاعة لكتاب الله ولحق رسول الله صلى الله عليه وسلم وحق قرابته وأنا أقرأ من كتاب الله الذي تقرئين منه
ولم يبلغ علمي منه أن هذا السهم من الخمس يسلم إليكم كاملا
قالت:أفلك هو ولأقربائك؟
قال: لا بل أنفق عليكم منه وأصرف الباقي في مصالح المسلمين
قالت: ليس هذا حكم الله تعالى
شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٦ - الصفحة ٢٣١
لماذا هذا التناقض؟
(ب
وإن كان حكم أبوبكر صحيحا فلماذا رفقاءه عمر وعثمان أعطوا بنو هاشم الخمس ولم يسلبوه منهم كما سلب أبوبكر الخمس؟
٢٦٣٧ - عن جُبَيْرِ بن مُطْعِــــــــــــــــــــمٍ:
ولم يَقْسِمْ -النبي- لبني عبد شمس، ولا لبني نَوْفَلٍ من ذلك الخُمُسِ كما قَسَمَ لبني هاشم وبني المطلب. قال:
وكان أبو بكر يَقْسِمُ الخُمُسَ نَحْوَ قَسْمِ رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؛ غيرَ أنه لَمْ يَكُنْ يعطي قُرْبَى رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ما كان النَّبِيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يعطيهم.
قال: وكان عمر بن الخطاب يُعْطِيهم منه، وعثمان من بَعْدِهِ
قال الألباني معلقا: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري
ص325 - كتاب صحيح سنن أبي داود -تحقيق الالباني- ط غراس.
الفئ
(2
الفَيء: هو ما يعود إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من أموال الكفار بغير قتال، وهو يختلف عن الغنيمة التي تكون من أموال الكفار بعد القتال وتُقسَّم بين المسلمين والنبي. أما الفَيء فيكون للنبي وحده، وقد نصّ القرآن على أنه حقٌّ لذوي القربى أيضًا، أي بني هاشم وبني عبد المطلب. وقد طالبت السيدة فاطمة (عليها السلام) أبا بكر بهذا الحق، لكنه رفض أن يعطيها إياه.
قال الله تعالى:
مَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَىٰ فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنكُمْ ۚ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7)
سوره الحشر الاية 7
قال الله تعالى:
وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (6)
سوره الحشر الاية 6
عن عائشــــــــــــــــــــــــة
أنَّ فاطِمَةَ بنْتَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، أرْسَلَتْ إلى أبِي بَكْرٍ تَسْأَلُهُ مِيراثَها مِن رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ
ممَّا أفاءَ اللَّهُ عليه بالمَدِينَةِ، وفَدَكٍ، وما بَقِيَ مِن خُمُسِ خَيْبَرَ، فقالَ أبو بَكْرٍ: إنَّ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: لا نُورَثُ، ما تَرَكْنا صَدَقَةٌ. فأبَى أبو بَكْرٍ أنْ يَدْفَعَ إلى فاطِمَةَ مِنْها شيئًا، فَوَجَدَتْ فاطِمَةُ علَى أبِي بَكْرٍ في ذلكَ، فَهَجَرَتْهُ فَلَمْ تُكَلِّمْهُ حتَّى تُوُفِّيَتْ.
ص1545 -حديث ⦗١٥٤٦⦘ كتاب صحيح البخاري تحقيق البغا - باب غزوة خيبر
فدك
(3
“فدك” قرية زراعية كثيرة النخيل، تبعد عن المدينة مسيرة يومين، وكانت آنذاك ذات مكانة سامية في اقتصاد الجزيرة العربية. وهي من جملة الفَيء الذي ملكه النبي (صلى الله عليه واله وسلم) بعدما سلّمها له اليهود دون قتال، فوهبها النبي (صلى الله عليه واله وسلم) إلى السيدة فاطمة (عليها السلام) فأصبحت مالكةً لها. فهي ليست ميراثًا كما يُقال، بل أرض مملوكة لها .
كانت السيدة فاطمة (عليها السلام) تدير شؤون هذه القرية من محاصيلها وغيرها، لكن أتباع الطاغية طردوا وكلاء السيدة واستحلوا الأرض، وأنكروا ملكيتها، واحتجّوا بحجج متناقضة تخالف القرآن؛
- فتارة قالوا إنها للنبي، وإنه الخليفة من بعده له الحق فيها.
- وتارة قالوا إنها فَيء، وحكموا إن الفَيء للمسلمين لا للنبي! وهذا مخالف لنص القرآن الذي جعل الفَيء خاصًا بالنبي وأهل بيته، بقوله تعالى: (مَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَىٰ فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ).
فذهبت السيدة فاطمة (عليها السلام) لتطالب بحقها، مؤكدة أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ملكها هذه الأرض فصارت ملكًا شخصيًا لها، وليست للنبي لتُعدَّ ميراثًا. لكنهم كذبوها، وطلبوا منها البينة، فأحضرت شهودًا كأم أيمن والإمام علي (عليه السلام)، فكذّبهم أبو بكر، وأصرّ على أن فدك إرث، وأن النبي لا يورّث، وأن ماله يصبح للدولة. ومع كثرة حججها القوية، رضح أبو بكر وأعطاها فدك ولكن بكونها إرث،ولكن عمر تدخّل ومنعه من ذلك، وبقر الصحيفة.
أبوبكر يتهـــــــــــــــم السيدة فاطمة بالكــــــــــــــذب!
(أ
كذّب أبو بكر السيدة فاطمة (عليها السلام) في ملكيتها لفدك، وطلب منها شهودًا، مع أنّ الواجب كان عليه هو أن يأتي بالبيّنة، لأنّ الأرض كانت تحت يدها، وحكم الإسلام يقول أنّ من كانت يده على شيء فهو المالك له، فالمُدَّعي “أبوبكر” هو المطالب بإقامة الحجة، بأن السيدة لا تملك الأرض. ومع ذلك تنزّلت السيدة و أحضرت شهودًا كأم أيمن والإمام علي (وفي مصادر أخرى أحضرت أيضا أسماء بنت عميس والإمام الحسن والحسين) فصار أكثر حتى من شهادة أمرأتين ورجل ، لكنه كذّبهم . مع العلم بأن أبوبكر كان يقبل إدعاء أي صحابي ويعطيه المال بدون شهود وإن كان يريد شهود يقبل بشهادة رجل واحد كما سيأتي..
قال السمهودي مؤرخ المدينة المنورة ومفتيها:
قالت فاطمة رضي الله تعالى عنها: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نحلنيها، فقال أبو بكر رضي الله تعالى عنه: أريد بذلك شهودا، فشهد لها عليّ، فطلب شاهدا آخر، فشهدت لها أم يمن،
فقال: قد علمت يا بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لا يجوز إلا شهادة رجل وامرأتين، وانصرفت، ثم أدّى اجتهاد عمر لما ولي وفتحت الفتوح،
وكان علي يقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم جعلها في حياته لفاطمة،
وكان العباس يأبى ذلك، فكانا يختصمان إلى عمر، فيأبى أن يحكم بينهما، ويقول: أنتما أعرف بشأنكما.
ص157 - ج3-كتاب وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى
قال أبو بكر: وروى هشام بن محمد، عن أبيه قال:
قالت فاطمة لأبي بكر: إن أم أيمن تشهد لي أن رسول الله صلى الله عليه وآله أعطاني فدك،
فقال لها:إن هذا المال لم يكن للنبي
صلى الله عليه وسلم وإنما كان مالا من أموال المسلمين يحمل النبي به الرجال، وينفقه في سبيل الله، فلما توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وليته كما كان يليه.
قالت: والله لا كلمتك أبدا!
شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٦ - الصفحة ٢١٤
أبوبكر يقبل إدعاء رجل من دون شهداء على كلامه
(ب
جمهور علماء السنة يقبلوا بشهادة الرجل الواحد , وحتى النبي (صلى الله عليه واله وسلم) يقبل بذلك كما قبل بشهادة خزيمة بن ثابت في القصة المشهوره , وأبوبكر كان يقبل إدعاء أي رجل سواء كان بشاهد أو بدون شاهد, ولكن ما إن جاء الإمر إلى السيدة كذبها وألزمها بأني تحظر رجل وأمرئتين شهود فأحظرت الإمام علي الصديق الأكبر كما وصفة النبي وأم أيمن المبشرة بالجنة وأسماء بنت عميس والإمام الحسن والحسين (عليهم السلام) يعني كما طلب أبوبكر وأكثر ولكن مع هذا أبوبكر رد شهادتهم.
عن جابــــــــــــــــــــــــر بن عبدالله :
فأتيتُ أبا بكرٍ ، فقلتُ : إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وَعَدَني إذا قَدِمَ مالٌ من البحرينِ أعطيتُك هكَذا وهكذا وهكذا ، قال : فَحَثَى لِيَ أبو بكرٍ حَثْيةً ، ثم قال لي : عُدَّها ، فإذا هي خمسمائةٍ ، قال : خذْ مثلَها مرتينِ.
المصدر: أخرجه صحيح البخاري (3137)، وصحيح مسلم (2314)
عن الإمام الصـــــــــــــــــــادق عليه السلام:
قال عمر: هاتي بينة يا بنت محمد على ما تدعين؟! فقالت فاطمة (ع):
قد صدقتم جابر بن عبد الله وجرير بن عبد الله ولم تسألوهما البينة! وبينتي في كتاب الله، فقال عمر: إن جابرا وجريرا ذكرا أمرا هينا، وأنت تدعين أمرا عظيما يقع به الردة من المهاجرين والأنصار!
بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٩ - الصفحة ١٩٧
قصة مطالبات فدك على لسان الإمام الصادق
(ت
عن الإمام الصـــــــــــــــــــادق عليه السلام:
فقال عمر: هاتي بينة يا بنت محمد على ما تدعين؟!
فقالت فاطمة (ع):
قد صدقتم جابر بن عبد الله وجرير بن عبد الله ولم تسألوهما البينة! وبينتي في كتاب الله،
فقال عمر: إن جابرا وجريرا ذكرا أمرا هينا، وأنت تدعين أمرا عظيما يقع به الردة من المهاجرين والأنصار!.
فقالت عليها السلام: إن المهاجرين برسول الله وأهل بيت رسول الله هاجروا إلى دينه، والأنصار بالايمان بالله ورسوله وبذي القربى أحسنوا، فلا هجرة إلا إلينا، ولا نصرة إلا لنا، ولا اتباع بإحسان إلا بنا، ومن ارتد عنا فإلى الجاهلية.
فقال لها عمر: دعينا من أباطيلك، وأحضرينا من يشهد لك بما تقولين!!.
فبعثت إلى علي والحسن والحسين وأم أيمن وأسماء بنت عميس فأقبلوا إلى أبي بكر وشهدوا لها بجميع ما قالت وادعته.
فقال عمر: أما علي فزوجها، وأما الحسن والحسين ابناها ، وأما أم أيمن فمولاتها، وأما أسماء بنت عميس فقد كانت تحت جعفر ابن أبي طالب فهي تشهد لبني هاشم، وقد كانت تخدم فاطمة، وكل هؤلاء يجرون إلى أنفسهم!.
فقال علي (ع): أما فاطمة فبضعة من رسول الله (ص)، ومن آذاها فقد آذى رسول الله (ص)، ومن كذبها فقد كذب رسول الله،
وأما الحسن والحسين فابنا رسول الله وسيدا شباب أهل الجنة ، من كذبهما فقد كذب رسول الله (ص) إذ كان أهل الجنة صادقين
وأما أنا فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أنت مني وأنا منك ، وأنت أخي في الدنيا والآخرة، والراد عليك هو الراد علي، ومن أطاعك فقد أطاعني، ومن عصاك فقد عصاني ، وأما أم أيمن فقد شهد لها رسول الله صلى الله عليه وآله بالجنة، ودعا لأسماء بنت عميس وذريتها.
قال عمر : أنتم كما وصفتم أنفسكم، ولكن شهادة الجار إلى نفسه لا تقبل.
فقال علي عليه السلام: إذا كنا كما نحن كما تعرفون ولا تنكرون ، وشهادتنا لأنفسنا لا تقبل، وشهادة رسول الله لا تقبل! فإنا لله وإنا إليه راجعون، إذا ادعينا لأنفسنا تسألنا البينة؟! فما من معين يعين، وقد وثبتم على سلطان الله وسلطان رسوله، فأخرجتموه من بيته إلى بيت غيره من غير بينة ولا حجة، [وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون] . ثم قال لفاطمة:
انصرفي حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين.
بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٩ - الصفحة ١٩٧
الميراث
(4
طالبت السيدة بميراثها من النبي (صلى الله عليه واله وسلم) وهي جملة أملاكه ,حاول النواصب حصر نزاع السيدة فاطمة (عليها السلام) مع حكّام الجور في مسألة الإرث فقط، فحرموها حقوقها بحجّة قول أبي بكر إنّ النبي لا يورّث، وحكموا عليها كالكافر الذي لا يرث أباه المسلم. وهذا غير صحيح، إذ إنّ مطالبتها كانت بالفَيء وخمس خيبر وفدك والحوائط السبعة بالإضافة إلى الميراث وهو يختلف عن المطالب السابقة .
عن أبي عبدالله جعفر بن محمد,عن أبيه, عن جده علي بن الحسين, عن عمتة زينب بنت أمير المؤمنين قالت :
قالت: فاطمــــــــــــــــــــــــــة في خطبتها:
يابن أبي قحافة، أفي كتاب الله أن ترث أباك ولا أرث أبي؟ لقد جئت شيئاً فريّاً على الله ورسوله، أفعلى عمد تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم؟
إذ يقول:«وورث سليمانُ داودَ»،
وقال في ما اقتصّ من خبر يحيى بن زكريا(ع) إذ قال: «فهب لي من لدنك ولياً يرثني ويرث من آل يعقوب»،
وقال أيضاً: «وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله»،
وقال: «يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين»
وقال: «إن ترك خيراً الوصيةُ للوالدين والأقربين بالمعروف حقّاً على المتقين»
وزعمتم أن لا حظوة لي ولا إرث من أبي ولا رحم بيننا، أفخصّكم الله بآية من القرآن أخرج أبي محمداً(ص) منها؟ أم تقولون: إن أهل ملتين لا يتوارثان؟ أولست أنا وأبي من أهل ملّة واحدة؟
أم أنتم أعلم بخصوص القرآن وعمومه من أبي وابن عمّي؟
مصدر:طبري الصغير دلائل الإمامة ص109 || الخوارزمي مقتل الحسين ج1ص77 || علل الشرائع ج1ص248
هل يورِّث الأنبياء أموالهم بعد موتهم؟
(ا
نذكر تفسير الأيات التي أحتجت بها السيدة فاطمة على أبوبكر بأن أبناء الأنبياء يرثون أبائهم.
قال رسول الله صلى الله عليه واله:
" رَحِمَ اللهُ أخِي زَكَرِيَّا، ما كانَ عَلَيْهِ
مِنْ وَرَثَةِ مالِهِ حِينَ يَقُولُ (فَهَبْ لي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا، يَرِثُنِي وَيَرِثْ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ)".
تفسير الطبري-ص305
قال فخر الدين الـــــــــــــــرازي:
أمّا قَوْلُهُ تَعالى: ﴿ووَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ﴾ فَقَدِ اخْتَلَفُوا فِيهِ،
فَقالَ الحَسَنُ: المالُ؛ لِأنَّ النُّبُوَّةَ عَطِيَّةٌ مُبْتَدَأةٌ ولا تُورَثُثْ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ)".
التفسير الكبير ج8 ص547
قال العلامة الزمخرشي في ذيل قوله تعالى
( إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ (31) سوره ص)
وروى أن سليمان عليه السلام غزا أهل دمشق ونصيبين فأصاب ألف فرس.
وقيل ورثها من أبيه وأصابها أبوه من العمالقة.
الكشاف ج ٣ - الصفحة ٣٧٣
وأحتج أيضا عليهم أمير المؤمنين(عليه السلام) بهذه الأيات فسكتوا
(14101 -) عن أبي جعـــــــــــــــــــفر قال:
جاءت فاطمة إلى أبي بكر تطلب ميراثها وجاء العباس بن عبد المطلب يطلب ميراثه وجاء معهما علي، فقال أبو بكر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نورث، ما تركناه صدقة [وما] كان النبي يعول، فقال علي (ورث سليمان داود وقال زكريا)(يرثني ويرث من آل يعقوب) قال أبو بكر: هو هكذا، وأنت والله تعلم مثل ما أعلم، فقال علي: هذا كتاب الله ينطق, فسكتوا.
كنز العمال - المتقي الهندي - ج ٥ - الصفحة ٦٢٥ وأخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى (2 / 315)
زوجات النبي طالبنَ بالإرث
(ب
لم تكن السيدة فاطمة (عليها السلام) وحدها من طالبت بالإرث، بل حتى زوجات النبي (صلى الله عليه واله وسلم) طالبن به، غير أنّ عائشة تصدّت لهن وتشاجرت معهن مدّعية أن النبي لا يورّث. والغريب أن أبا بكر وابنته وحدهما كانا يعرفان هذا، بينما زوجات النبي (صلى الله عليه واله وسلم)، والإمام علي، والسيدة فاطمة، والعباس، وسائر بني هاشم لا يعلمون أن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) لا يورّث! فكيف يُعقل أن يخفى الأمر على أهل بيت النبي جميعًا ويُعلَم به أبو بكر وحده؟
فلا يُلام الشيعة إن قالوا بكذب أبي بكر، وأن غايته كانت الاستيلاء على أموال النبي لتقوية سلطانه، في حين كانت عائشة تعزّز موقف أبيها وتتهم زوجات النبي (صلى الله عليه واله وسلم) بعدم التقوى لمجرد مطالبتهن بحقهن.
6730- حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشـــــــــــــة:
أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم حين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، أردن أن يبعثن عثمان إلى أبي بكر يسألنه ميراثهن، فقالت عائشة: أليس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا نورث، ما تركنا صدقة
[صحيح البخاري] (8/ 150) حديث:(6730)
[صحيح مسلم] (3/ 1379 ) حديث:(1758)
حدثنا إسحاق بن إدريس قال، عبد الله بن المبارك قال، حدثني يونس، عن الزهري قال، حدثنا مالك بن أوس بن الحدثان بنحوه، قال: فذكرته لعروة قال: صدق مالك بن أوس، أنا سمعت عائشــــــــــــــــة تقــــــــــــــــول:
أرسل أزواج النبي ﷺ عثمان بن عفان إلى أبي بكر يسأل لهن ميراثهنّ مما أفاء الله على رسوله، حتي كنت أنا رددتهن عن ذلك،
فقلت: ألا تتقين الله؟ ألم تعلمن أن رسول الله ﷺ كان يقول: «لا نورث، فما تركنا صدقة، إنما يأكل آل محمد من هذا المال»؟
فانتهى أزواج رسول الله ﷺ إلى ما أمرتهنّ.
ص205 - ج1 -كتاب تاريخ المدينة لابن شبة
الصدقات
(5
الصدقات من أهمها “الحيطان السبعة”، وهي حدائق في منطقة العوالي، كانت من موقوفات رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) لابنته السيدة فاطمة (عليها السلام) وهيا صدقات تصرف على بني هاشم وبني عبد المطلب, وكانت السيدة فاطمة متصرفة فيها وقد أوصت بإدارة هذه الحدائق من قبل الإمام علي، ثم الإمام الحسن، ثم الإمام الحسين، ثم لحفيدها الأكبر في أي وقت. وأسماء هذه الحدائق هي: (دلال ,برقة,أعواف,صافية,ميثب,حسنى,مشربة أم إبراهيم)
عن عروة بن الزبير أن عائشة أخبرته:
أنَّ فاطمةَ بنتَ رسولِ اللهِ (ص) أرسَلتْ إلى أبي بكرٍ تسأَلُه ميراثَها مِن رسولِ اللهِ (ص) فيما أفاء اللهُ على رسولِه وفاطمةُ رضوانُ اللهِ عليها حينَئذٍ
تطلُبُ صدقةَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الَّتي بالمدينةِ وفَدَكَ وما بقي مِن خُمُسِ خيبرَ، قالت عائشةُ: فقال أبو بكرٍ إنَّ رسولَ اللهِ (ص) قال: ( لا نُورَثُ ما ترَكْناه صدقةٌ ) إنَّما يأكُلُ آلُ محمَّدٍ مِن هذا المالِ ليس لهم أنْ يزيدوا على المأكَلِ وإنِّي واللهِ لا أُغيِّرُ شيئًا مِن صدقاتِ رسولِ اللهِ (ص) عن حالِها الَّتي كانت عليها في عهدِ رسولِ اللهِ(ص) ولَأعمَلَنَّ فيها بما عمِل رسولُ اللهِ (ص)
فأبى أبو بكرٍ أنْ يدفَعَ إلى فاطمةَ منها شيئًا فوجَدتْ فاطمةُ على أبي بكرٍ مِن ذلك فهجَرتْه فلم تُكلِّمْه حتَّى تُوفِّيتْ
المصدر : صحيح ابن حبان | الصفحة أو الرقم : 4823 | التخريج : أخرجه البخاري (4240، 4241)، ومسلم (1759) باختلاف يسير
ماذا جرى على الحيطان السبعة؟
(ا
سلب أبوبكر الحدائق ولم يقبل أن يعطيها للسيدة فاطمة وأستمر الحال إلى زمن عمر طلب الإمام علي منه أن يعطيه فدك والحيطان السبعة وخيبر ولكن لم يقبل عمر إلا بتسليم الحيطان فقط. وبقيت في يد بني هاشم إلى زمن خلافة بنو العباس وسلبوها منهم.
عن أحمد بن محمد ، عن أبي الحسن الثاني عليه السلام قال :
سألته عن الحيطان السبعة التي كانت ميراث رسول الله صلى الله عليه وآله لفاطمة عليهما السلام
فقال : لا, إنما كانت وقفا وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يأخذ إليه منها ما ينفق على أضيافه والتابعة يلزمه فيها ، فلما قبض جاء العباس يخاصم فاطمة عليها السلام فيها فشهد علي عليه السلام وغيره أنها وقف على فاطمة عليها السلام وهي الدلال ، والعواف ، والحسنى والصافية وما لام إبراهيم والميثب والبرقة.
الكــــــــــــافي ج7 ص47
6730- حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة
وَكَانَتْ فَاطِمَةُ تَسْأَلُ أَبَا بَكْرٍ نَصِيبَهَا مِمَّا تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مِنْ خَيْبَرَ وَفَدَكٍ، وَصَدَقَتَهُ بِالْمَدِينَةِ، فَأَبَى أَبُو بَكْرٍ عَلَيْهَا ذَلِكَ وَقَالَ: لَسْتُ تَارِكًا شَيْئًا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَعْمَلُ بِهِ إِلَّا عَمِلْتُ بِهِ، فَإِنِّي أَخْشَى إِنْ تَرَكْتُ شَيْئًا مِنْ أَمْرِهِ أَنْ أَزِيغَ.
فَأَمَّا صَدَقَتُهُ بِالْمَدِينَةِ فَدَفَعَهَا عُمَرُ إِلَى عَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ، وَأَمَّا خَيْبَرُ وَفَدَكٌ فَأَمْسَكَهَا عُمَرُ
[صحيح البخاري] (8/ 150) حديث:(6730)
[صحيح مسلم] (3/ 1379 ) حديث:(1758)
السبب الحقيقـــي لسلب أبوبكر كل هذه الأموال
نستنتج في النهاية أنّ أبا بكر سلب أموال أهل البيت (عليهم السلام) من خمس وفَيء وميراث وفدك والصدقات، ليجردهم من كل قوّة تمكّنهم من استرجاع حقّهم المسلوب وهو الخلافة، وليستعين بهذه الأموال في تدعيم دولته. ولذلك طالبت السيدة فاطمة (عليها السلام) بكل هذه الحقوق، لأنّها كانت السبيل لتمكين بني هاشم من القوة والقدرة على استعادة حقهم، وهذا ما كان يخشاه أبو بكر وعمر فسعوا جاهدين لسلبهم كل ما يملكون ولكي ينفرون الناس منهم.
وفي كلام سبط ابن الجوزي :
أنه -أبوبكر -رضي الله تعالى عنه كتب لها بفدك، ودخل عليه عمر رضي الله تعالى عنه فقال: ما هذا.
فقال-أبوبكر-: كتاب كتبته لفاطمة بميراثها من أبيها
فقال-عمر-: مماذا تنفق على المسلمين وقد حاربتك العرب كما ترى، ثم أخذ عمر الكتاب فشقه.
ص512 -ج3- كتاب السيرة الحلبية
عن الإمام الصـــــــــــــــــــادق عليه السلام:
لما ولي أبو بكر بن أبي قحافة قال له عمر: إن الناس عبيد هذه الدنيا لا يريدون غيرها، فامنع عن علي وأهل بيته الخمس، والفئ، وفدكا، فان شيعته إذا علموا ذلك تركوا عليا وأقبلوا إليك رغبة في الدنيا وإيثارا ومحاباة عليها، ففعل أبو بكر ذلك وصرف عنهم جميع ذلك.
بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 29 - الصفحة 195