فتنة عثمان بن عفان أكبر فتنة في الإسلام

فتنة عثمان بن عفان أكبر فتنة في الإسلام

واحدة من أكبر فتن الإسلام التي سببت حرب الجمل وصفين، والذي لا يعرفه الجميع هو أن حتى معركة كربلاء اندلعت بسببها، وجميع الصراعات بين المسلمين الشيعة والمنافقين إلى يوم القيامة كان سببها مقتل عثمان بن عفان فما أسباب قتل عثمان التي اشعلت كل هذه الحروب؟

[ملاحظة: هذه تعتبر فقط مقدمة لقسم مقالات فتنة عثمان, يمكنكم الإطلاع على مقالات قسم فتنة عثمان لمعرفة جميع جوانب هذه الفتنة ]

تنبية

أسباب فتنة عثمان بن عفان

(1

عثمان في زمن خلافته بدرت منه أفعال أدت إلى انقلاب الناس عليه، ومن بينهم بعض الصحابة من شيعة أمير المؤمنيـــــن -عليه السلام -، وكذلك بعض الصحابة من بني عدي وتيم، قبيلتي أبي بكر وعمر، وحتى من التابعين.

ونلخص أهم الاسباب لأنقلاب الصحابة على عثمان كالتالي:

    1. عزل بني تيم وبني عدي من مناصب الدولة واستحواذ كل المناصب وأموال الدولة لبني أمية، وهذا ما يخالف شرط السقيفة الذي تواعدوا بني أمية مع بني تيم وعدي على تقاسم الدولة فيما بينهم.
    2. ضرب وقتل الصحابة المعترضين له كقتل عثمان للصحابي أباذر(1) وعبد الله بن مسعود(2) وضرب عثمان لعمار بن ياسر(3).
    3. تعيين أمراء ظالمين على المدن وحبس المال لبني أمية، وهذا أدى إلى اعتراض حتى التابعين بسبب الظلم والفقر الذي كانوا يعيشونه.(4)

(1) اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 1، صص 171- 172.|ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 4، صص 226 - 227.| الطبري، تاريخ الطبري، ج 3، ص 336. |المسعودي، مروج‏ الذهب، ج‏ 2، ص 341.

(2) أنساب الأشراف 6: 146 ـ 147. | ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 3ك 42 ـ 43.| أنساب الأشراف 6: 148.

(3)اسم الکتاب : تاريخ المدينة المؤلف : ابن شبة الجزء : 3 صفحة : 1098 |ابن عبد البر في (الاستيعاب 3 / 136)

(4) کتاب : الاخبار الطوال , أبو حنيفة الدينوري مجلد : 1 صفحه : 139 | کتاب : الاستيعاب , ابن عبد البر مجلد : 2 صفحه : 622

تحريض الصحابة والتابعين لقتل عثمان

(2

فلذلك رأينا كتب التاريخ مملوءة بالخلاف بين عثمان وعائشة، محرضةً على سفك دمه، لأنه عزل قبيلتها بني تيم من السلطة، ومنعها من أموال الدولة، كما كان أبو بكر وعمر يعطيانها. فأخذت تكفره بقولها:

“اقتلوا نعثلا فقد كفر“

الطبري - تاريخ الطبري - سنه ست وثلاثين قول عائشة (ر) : والله لاطلبن بدم عثمان وخروجها وطلحه والزبير فيمن تبعهم إلى البصره الجزء : ( 4 ) - رقم الصفحة : ( 459 ) | الرازي - المحصول - الكلام في الأخبار الباب الثالث : في الخبر الذي يقطع بكونه كذبا - مسألة في عدالة الصحابة الجزء : ( 4 ) - رقم الصفحة : ( 343 / 344 )|ابن الأثير - النهاية في غريب الحديث والأثر حرف : النون - باب : النون مع العين - نعثل الجزء : ( 5 ) - رقم الصفحة : ( 79 / 80 )

والزبير زوج اخت عائشة وطلحة من قبيله تيم, شاركا في حصار دار عثمان طالبين بذلك قتلة ونيل السلطة من بعده ومنعوا وصول الماء اليه وقال للأمام علــــي بعدما طلب من طلحه ارسال الماء له لانه هذا ليس من فعل الكفار ولا المسلمين قال طلحه:

“لا والله حتى تعطي بنو أمية الحق من أنفسها”

مصنف لابن ابي شيبة-21-كتاب الفتن-ص417| تاريخ المدينة - ابن شبة النميري - ج ٤ - الصفحة ١١٦٩ | الكامل في التاريخ - ابن الأثير - ج ٣ - الصفحة ١٨٣

وأهل الكوفة والبصرة ومصر ثاروا على عثمان لان حاول قتلهم بعدما طلبوا فقط العدل و عزل بعض الأمراء الفاسدين من بني أمية منهم ابن أبى سرح أخو عثمان من الرضاعة, الذي كفر وارتد في زمن النبــي وعاد نفاقا إلى الأسلام والوليد بن عقبة اخو عثمان من امه, الذي صلى الفجر 4 ركعات من شرب الخمر ونزول الايه ( إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ) عنه.

إستنتاج

(3

هذا يعني إن جميع الصحابة والتابعين شاركوا في قتل عثمان بن عفان بسبب ظلمة وطغيانه وليس كما يقال إن الخوارج من التابعين قتلوه!

ولكن بعد أن اجتمع الصحابة على مبايعة الإمام علي -عليه السلام-، انقلبت الآراء وتغيرت المعتقدات عند عائشة وطلحة والزبير وعمرو بن العاص، الذين كانوا جميعًا يحرضون على قتل عثمان لأنه أبعدهم عن السلطة. فها هو الآن، عدوهم الأول علي بن أبي طالب-عليه السلام-، قد أصبح خليفة ، بعد أن بذلوا الغالي والنفيس لإبعاده عن الحكم. فقد بذلت بنو تيم وعدي جهودًا كبيرة وقادوا حملات ضخمة للضغط على عثمان كي يتنازل عن الحكم، ليعود الحكم عمريًا بكريًا. فكما قالت عائشة عندما علمت ان الامام تولى الخلافة(ليت هذه انطبقت على هذه ان تم الامر لصاحبك) وحين لم يتحقق لهم ذلك، استغلوا دم عثمان واتهموا الإمام علي -عليه السلام- بقتله، لأن بعضًا ممن بايعوه، مثل الصحابي عمار بن ياسر ومحمد بن أبي بكر، كانوا من المشاركين في قتله. مع ذلك، فإن الإمام علي -عليه السلام- حاول تهدئة المعارضين من التابعين وأهل مصر، الذين كانوا يشكون من ظلم عثمان، وسعى لإعطائه الفرصة لإصلاح الأوضاع وإعادة الحقوق، لكنه غدر بهم وأرسل من يلاحقهم ليقتلهم، رغم أنهم لم يكونوا يطالبون إلا بالعدل. وعندما تصاعدت الأمور، انهال الصحابة عليه ليقتلوه، كلٌّ منهم بدافع مختلف. أما الإمام علي-عليه السلام-، فقد اعتزل الناس وفتنتهم أثناء حصار دار عثمان. ولكن العجيب أن من كانوا معارضين لعثمان هم أنفسهم من أنكروا ذلك لاحقًا، وادعوا أن عثمان قد تاب قبل قتله، وطالبوا بالخروج للأخذ بثأره، رغم أنهم في الحقيقة كانوا المحرضين الأساسيين على قتله!

الختام

(4

في المنشورات القادمة، سنعرض مثالب عثمان وظلمه للصحابة والتابعين التي أدت إلى هذا الانقلاب، وكيف إن فتنة عثمان كانت سبب رئيسي لقتل الامام الحسين -عليه السلام-، وسنقدم الدليل القاطع على أن الصحابة، أمثال عائشة وطلحة وحتى معاوية، هم الذين قتلوا عثمان بن عفان. لكنهم بعد ذلك أنكروا فعلتهم وغيروا موقفهم عندما تولى عدوهم الأول، علي بن أبي طالب -عليه السلام-، الخلافة، اتهموه بدم عثمان ليسقطوه من الخلافة، رغم أنهم كانوا المحرضين الأساسين.

مصادر صوتية

(5

لمن يفضل السماع عن القراءة يمكنه الإطلاع على هذا المقطع يشرح كل فتنة عثمان

مقاطع توضح إن فتنة عثمان بن عفان هيا واحده من الأسباب لقتل الإمام الحسين -عليه السلام-

جزء الأول

الجزء الثاني

الجزء الثالث

مقاطع إضافية : سلسلة دروس صفين