يزيد يقتل الإمام الحسين لثارات عثمان بن عفان

يزيد يقتل الإمام الحسين عليه السلام لثارات عثمان بن عفان

كثرت الأسباب التي دعت يزيد إلى قتل الإمام الحسين (عليه السلام)، منها الثارات الجاهلية لبدر وأُحد، ومنها السعي وراء السلطة والحكم. ولكن من بين الأسباب الخفية التي غابت عن كثير من الناس، هو أن من دوافع قتل الإمام الحسين (عليه السلام) كان الثأر لعثمان بن عفان، الذي اتُّهِم زورًا وبهتانًا من قبل بعضهم، واتُّخذ ذلك ذريعة من الجهال للاعتداء على عترة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وذلك لتمكين بني أمية من الوصول إلى غايتهم الحقيقية، وهي الملك.

بسم الله الرحمن الرحيم، من عبـد الله يزيد أمير المؤمنين إلى الوليد ابن عتبة; أمّا بعد، فإنّ معاوية كان عبـداً من عبيـد الله، أكرمه واستخلفه ومكّن له…

وأوصاني أن أحذر آل أبي تراب وجرأتهم على سفك الدماء، وقد علمت ـ يا وليد ـ أنّ الله تعالى منتقم للمظلوم عثمان بن عفّان من آل أبي تراب بآل أبي سفيان; لأنّهم أنصار الحقّ وطلاّب العدل…».

ثمّ كتب صحيفة صغيرة كأنّها أُذن فأرة: «أمّا بعد، فخذ الحسـين وعبـد الله بن عمر وعبـد الرحمن بن أبي بكر وعبـد الله بن الزبير بالبيعة أخذاً عنيفاً ليست فيه رخصة، فمن أبى عليك منهم فاضرب عنقه وابعث إليَّ برأسه; والسلام»

اسم الکتاب : مقتل الحسين ع للخوارزمي - المؤلف : أبي المؤيد الموفق بن أحمد المكي الجزء : 1 صفحة : 262

وأوصاني أن أحذر آل أبي تراب وجرأتهم على سفك الدماء، وقد علمت ـ يا وليد ـ أنّ الله تعالى منتقم للمظلوم عثمان بن عفّان من آل أبي تراب بآل أبي سفيان; لأنّهم أنصار الحقّ وطلاّب العدل…».

بنو أميـــة يســـــــتغلون قضية ثارات عثمان

(2

وما يُبيّن قولنا هو ما ذُكر في التاريخ بشكل متواتر، كما نقله المؤرخ السُّني ابن الجوزي، في أحداث بداية حرب صفّين، من حوارٍ دار بين معاوية و الأصبغ بن نُباتة، حيث يُظهر أن معاوية لم يكن يريد الثأر لعثمان إلا لخداع الجهّال، لكي يوصِلوه إلى الحُكم، بزعم أنه إن وصل إلى الحكم سيتمكن من الأخذ بثأر عثمان، على الرغم من أنه لم يُنقذ عثمان حين طلب منه النجدة أثناء حصار الثوّار له.

وقال هشام: كتب أمير المؤمنين قبل رحيله من النُّخيلة إلى معاوية كتابًا يَتهدّده فيه، أبرَق فيه وأرعد، ووعد وأوعد، وخوَّف وهَدّد، ودعا بالأصبغ بن نُباتة التميمي فقال: اذهب به إليه.

قال الأصبغ: فدخلتُ على معاوية، وعن يمينه عمرو بن العاص، وعن يساره ذو الكلاع، وحوله عبد الله بن عامر بن كُريز، وأخوه عتبة بن أبي سفيان، وعبد الرحمن بن خالد بن الوليد، وشُرَحبيل بن السّمط، وبين يديه أبو هريرة، والنعمان بن بشير، وأبو أمامة الباهلي.

قال: فناولته الكتاب، فقرأه وقال: إن عليًّا لا يَدفع إلينا قتلَةَ عثمان،

قال: فقلت له: يا معاوية، لا تَتعلَّل بدم عثمان فإنك والله لا تَطلب إلا الملك، ولو أردتَ نُصرة عثمان حيًّا لفعلتَ، ولكنك تربَّصتَ به لما أرسل يَستصرخ بك، وأخفيتَ كتابَه، وتقاعدت عليه حتى قُتل؛ لتجدَ سبيلًا إلى ما في نفسك بقتله.

قال: فاستشاط غضبًا، فأردتُ أن أزيدَه فقلت: يا أبا هريرة، أنت صاحب رسول الله ﷺ، أُقسم عليك بالله الذي لا إله إلا هو، هل سمعتَ رسول الله ﷺ يقول: "مَن كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه"؟ قال: إي والله، سمعتُه يقول ذلك يوم غدير خُمّ، قال: فقلت: فأنت يا أبا هريرة واليتَ عدوَّه وعاديتَ وَليّه، فتنفَّس أبو هريرة واسترجع

اسم الکتاب : مقتل الحسين ع للخوارزمي - المؤلف : أبي المؤيد الموفق بن أحمد المكي الجزء : 1 صفحة : 262

فقلت له: يا معاوية، لا تَتعلَّل بدم عثمان فإنك والله لا تَطلب إلا الملك، ولو أردتَ نُصرة عثمان حيًّا لفعلتَ، ولكنك تربَّصتَ به لما أرسل يَستصرخ بك، وأخفيتَ كتابَه، وتقاعدت عليه حتى قُتل؛ لتجدَ سبيلًا إلى ما في نفسك بقتله.

فتنة عثمان بن عفان

(3

لقراءة المزيد حول فتنة عثمان بن عفان وعلاقتها بمقتل الإمام الحسين-عليه السلام-. اضغطوا على الزر التالي للانتقال الى قسم فتنة عثمان بن عفان.