إثبات هجوم دار السيدة زهراء من كتب أهل السنة

بحث مفصل في الادلة من كتب السنة مع اثبات صحة الأسانيد لواقعة هجوم الدار

أثبات واقعة هجوم الدار من كتب السنة

طال النقاش وكثرت الأصوات المنكرة الصادرة من النواصب بإنكارهم حادثة هجوم الدار. ولكن مع كل هذه الأصوات المنكرة، هناك صوت واحد فقط يخرس كل هذه الأصوات، وهو صوت أبي بكر، المتهم الأول في هذه الجريمة النكراء. فما مدى أهمية الأصوات المنكرة إذا كان المجرم قد اعترف بجُرمه؟

أعتراف ابوبكر بواقعة هجوم الدار

(1

حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُلْوَانُ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ

، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ فِي مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ، فَأَصَابَهُ مُهْتَمًّا، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: أَصْبَحْتَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ بَارِئًا! فقال ابو بكر رضى الله عَنْهُ: أَتَرَاهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: إِنِّي وَلَّيْتُ أَمْرَكُمْ خَيْرَكُمْ فِي نَفْسِي، فَكُلُّكُمْ وَرِمَ أَنْفُهُ مِنْ ذَلِكَ، يُرِيدُ أَنْ يَكُونَ الأَمْرُ لَهُ دُونَهُ، وَرَأَيْتُمُ الدُّنْيَا قَدْ أَقْبَلَتْ وَلَمَّا تُقْبِلُ، وَهِيَ مُقْبِلَةٌ حَتَّى تَتَّخِذُوا سُتُورَ الْحَرِيرِ وَنَضَائِدَ الدِّيبَاجِ وَتَأَلَّمُوا الاضْطِجَاعَ عَلَى الصُّوفِ الأَذْرِيِّ، كَمَا يَأْلَمُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَنَامَ عَلَى حَسَكٍ، وَاللَّهِ لأَنْ يَقْدَمُ أَحَدُكُمْ فَتُضْرَبُ عُنُقُهُ فِي غَيْرِ حَدٍّ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَخُوضَ فِي غَمْرَةِ الدُّنْيَا وَأَنْتُمْ أَوَّلُ ضَالٍّ بِالنَّاسِ غَدًا، فَتَصُدُّونَهُمْ عَنِ الطَّرِيقِ يَمِينًا وَشِمَالا يَا هَادِيَ الطَّرِيقِ، إِنَّمَا هُوَ الْفَجْرُ أَوِ البجر، فَقُلْتُ لَهُ: خَفِّضْ عَلَيْكَ رَحِمَكَ اللَّهُ، فَإِنَّ هَذَا يَهِيضُكَ فِي أَمْرِكَ إِنَّمَا النَّاسُ فِي أَمْرِكَ بَيْنَ رَجُلَيْنِ: إِمَّا رَجُلٌ رَأَى مَا رَأَيْتَ فَهُوَ مَعَكَ، وَإِمَّا رَجُلٌ خَالَفَكَ فَهُوَ مُشِيرٌ عَلَيْكَ وَصَاحِبُكَ كَمَا تُحِبُّ، وَلا نَعْلَمُكَ أَرَدْتَ إِلا خَيْرًا، وَلَمْ تَزَلْ صَالِحًا مُصْلِحًا، وَأَنَّكَ لا تَأْسَى عَلَى شَيْءٍ مِنَ الدُّنْيَا. قال أبو بكر رضى الله عَنْهُ: أَجَلْ، إِنِّي لا آسَى عَلَى شَيْءٍ مِنَ الدُّنْيَا إِلا عَلَى ثَلاثٍ فَعَلْتُهُنَّ وَدِدْتُ أَنِّي تَرَكْتُهُنَّ، وَثَلاثٌ تَرَكْتُهُنَّ وَدِدْتُ أَنِّي فَعَلْتُهُنَّ، وَثَلاثٌ وَدِدْتُ أَنِّي سَأَلْتُ عَنْهُنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

فَأَمَّا الثَّلاثُ اللاتِي وَدِدْتُ أَنِّي تَرَكْتُهُنَّ، فَوَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَكْشِفْ بَيْتَ فَاطِمَةَ عَنْ شَيْءٍ وَإِنْ كَانُوا قَدْ غَلَّقُوهُ عَلَى الْحَرْبِ،

وَوَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ حَرَقْتُ الْفُجَاءَةَ السُّلَمِيَّ، وَأَنِّي كُنْتُ قَتَلْتُهُ سَرِيحًا أَوْ خَلَّيْتُهُ نَجِيحًا وَوَدِدْتُ أَنِّي يَوْمَ سَقِيفَةَ بَنِي سَاعِدَةَ كُنْتُ قَذَفْتُ الأَمْرَ فِي عُنُقِ أَحَدِ الرَّجُلَيْنِ- يُرِيدُ عُمَرَ وَأَبَا عُبَيْدَةَ- فَكَانَ أَحَدُهُمَا أَمِيرًا، وَكُنْتُ وَزِيرًا وَأَمَّا اللاتِي تَرَكْتُهُنَّ، فَوَدِدْتُ أَنِّي يَوْمَ أُتِيتُ بِالأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ أسيرا كنت ضَرَبْتُ عُنُقَهُ، فَإِنَّهُ تَخَيلَّ إِلَيَّ أَنَّهُ لا يَرَى شَرًّا إِلا أَعَانَ عَلَيْهِ وَوَدِدْتُ أَنِّي حِينَ سَيَّرْتُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى أَهْلِ الرِّدَّةِ، كُنْتُ أَقَمْتُ بِذِي الْقَصَّةِ، فَإِنْ ظَفَرَ الْمُسْلِمُونَ ظَفَرُوا، وَإِنْ هُزِمُوا كُنْتُ بِصَدَدِ لِقَاءٍ او مددا وَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ إِذْ وَجَّهْتُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى الشَّامِ كُنْتُ وَجَّهْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ إِلَى الْعِرَاقِ، فَكُنْتُ قَدْ بَسَطْتُ يَدَيَّ كِلْتَيْهِمَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ- وَمَدَّ يَدَيْهِ- وَوَدِدْتُ انى كنت سالت رسول الله ص: لِمَنْ هَذَا الأَمْرُ؟ لا يُنَازِعُهُ أَحَدٌ، وَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ سَأَلْتُهُ: هَلْ لِلأَنْصَارِ فِي هَذَا الأَمْرِ نَصِيبٌ؟ وَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ سَأَلْتُهُ عَنْ مِيرَاثِ ابْنَةِ الأَخِ وَالْعَمَّةِ، فَإِنَّ فِي نَفْسِي مِنْهُمَا شَيْئًا.

ص429 - كتاب تاريخ الطبري تاريخ الرسل والملوك وصلة تاريخ الطبري - ذكر استخلافه عمر بن الخطاب

اثبات صحة سند الرواية​

فقد أخرج الطبري في تاريخه، وابن عساكر في تاريخ دمشق، والطبراني في المعجم الكبير بأسانيدهم المذكورة. الإمام الضياء المقدسي في كتابه الأحاديث المختارة، قائلًا إن الحديث حسن، ونقل كلمته أيضًا المتقي الهندي في كنز العمال.
والضياء هذا مدحه العلماء، واعتبر علماء السنة أحاديث كتابه الأحاديث المختارة تعادل أحاديث صحيحي البخاري ومسلم، ويمكن الاحتجاج بها. حتى إنها أعلى درجة من أحاديث كتاب المستدرك. ونكتفي بذكر الذهبي في مدحه.

قال الذهبي في حديثة عن كتب ضياء :(«الأحاديث المختارة» خرَّج منها تسعين جزءا، وهي الأحاديث الّتي تصلُح أن يُحتَجَّ بِهَا سوى ما فِي «الصّحيحين» ، خرّجها من مسموعاته)

ص403 - كتاب الكاشف - حرف الياءص212 - كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري - حرف الميم-شمس الدين الذهبي

١٢ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَخْرِ أَسْعَدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ مَحْمُودٍ الْأَصْبَهَانِيُّ - قِرَاءَةً وَنَحْنُ نَسْمَعُ بِأَصْبَهَانَ - قِيلَ لَهُ: أَخْبَرَتْكُمْ فَاطِمَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللهِ الْجُوزْدَانِيَّةُ - قِرَاءَةً عَلَيْهَا وَأَنْتَ تَسْمَعُ - أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ (١)، أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، ثَنَا أَبُو الزِّنْبَاعِ رَوْحُ بْنُ الْفَرَجِ الْمِصْرِيُّ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، حَدَّثَنِي عُلْوَانُ بْنُ دَاوُدَ الْبَجَلِيُّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «دَخَلْت عَلَى أَبِي بَكْرٍ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - أَعُودُهُ فِي مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ وَسَأَلْتُهُ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ؟ فَاسْتَوَى جَالِسًا. فَقُلْتُ: أَصْبَحْتَ بِحَمْدِ اللهِ بَارِئًا، فَقَالَ: أَمَا إِنِّي عَلَى مَا تَرَى وَجِعٌ، وَجَعَلْتُمْ لِي شُغُلًا مَعَ وَجَعِي، جَعَلْتُ لَكُمْ عَهْدًا مِنْ بَعْدِي، وَاخْتَرْتُ لَكُمْ خَيْرَكُمْ فِي نَفْسِي فَكُلُّكُمْ وَرِمَ لِذَاكَ أَنْفُهُ رَجَاءَ أَنْ يَكُونَ الْأَمْرُ لَهُ، وَرَأَيْتُ الدُّنْيَا قَدْ أَقْبَلَتْ وَلَمَّا تُقْبِلْ وَهِيَ جَائِيَةٌ، وَسَتُنَجِّدُونَ بُيُوتَكُمْ سُتُورَ الْحَرِيرِ وَنَضَائِدَ الدِّيبَاجِ، وَتَأْلَمُونَ ضَجَائِعَ الصُّوفِ الْأَذْرِيِّ، كَأَنَّ أَحَدَكُمْ عَلَى حَسَكِ السَّعْدَانِ، وَوَاللهِ لَأَنْ يُقَدَّمَ أَحَدُكُمْ فَتُضْرَبَ عُنُقُهُ فِي غَيْرِ حَدٍّ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْبَحَ فِي غَمْرَةِ الدُّنْيَا، ثُمَّ قَالَ: أَمَا إِنِّي لَا آسَى عَلَى شَيْءٍ إِلَّا عَلَى ثَلَاثٍ فَعَلْتُهُنَّ وَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَفْعَلْهُنَّ، وَثَلَاثٍ لَمْ أَفْعَلْهُنَّ وَدِدْتُ أَنِّي فَعَلْتُهُنَّ، وَثَلَاثٍ وَدِدْتُ أَنِّي سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْهُنَّ.

فَأَمَّا الثَّلَاثُ اللَّاتِي وَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَفْعَلْهُنَّ: فَوَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ كَشَفْتُ بَيْتَ فَاطِمَةَ أَوْ تَرَكْتُهُ، وَأَنْ أُغْلِقَ عَلَيَّ الْحَرْبَ،

وَدِدْتُ أَنِّي يَوْمَ سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ كَنْتُ قَذَفْتُ الْأَمْرَ فِي عُنُقِ أَحَدِ الرَّجُلَيْنِ: أَبُو عُبَيْدَةَ أَوْ عُمَرُ، فَكَانَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَكُنْتُ وَزِيرًا. وَوَدِدْتُ أَنِّي حَيْثُ كُنْتُ وَجَّهْتُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى أَهْلِ الرِّدَّةِ أَقَمْتُ بِذِي الْقَصَّةِ، فَإِنْ ظَفِرَ الْمُسْلِمُونَ ظَفِرُوا، وَإِلَّا كُنْتُ رِدْءًا وَمَدَدًا، وَأَمَّا اللَّاتِي وَدِدْتُ أَنِّي فَعَلْتُهَا: فَوَدِدْتُ أَنِّي يَوْمَ أُتِيتُ بِالْأَشْعَثِ أَسِيرًا ضَرَبْتُ عُنُقَهُ، فَإِنَّهُ يُخَيَّلُ إِلَيَّ أَنَّهُ لَا يَكُونُ شَرٌّ إِلَّا طَارَ إِلَيْهِ، وَوَدِدْتُ أَنِّي يَوْمَ أُتِيتُ بِالْفُجَاءَةِ السُّلَمِيِّ لَمْ أَكُنْ أَحْرَقْتُهُ، وَقَتَلْتُهُ سَرِيحًا، أَوْ أَطْلَقْتُهُ نَجِيحًا، وَوَدِدْتُ أَنِّي يَوْمَ حَيْثُ وَجَّهْتُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى الشَّامِ، وَجَّهْتُ عُمَرَ إِلَى الْعِرَاقِ، فَأَكُونُ قَدْ بَسَطْتُ يَدَيَّ: يَمِينِي وَشِمَالِي فِي سَبِيلِ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ -.وَأَمَّا الثَّلَاثُ اللَّاتِي وَدِدْتُ أَنِّي سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْهُنَّ: فَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ سَأَلْتُهُ فِيمَنْ هَذَا الْأَمْرُ؟ فَلَا يُنَازَعُهُ أَهْلَهُ، وَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ سَأَلْتُهُ هَلْ لِلْأَنْصَارِ فِي هَذَا الْأَمْرِ سَبَبٌ؟ وَوَدِدْتُ أَنِّي سَأَلْتُهُ عَنِ الْعَمَّةِ وَبِنْتِ الْأَخِ فَإِنَّ فِي نَفْسِي فِيهِمَا حَاجَةً». قَالَ الْإِمَامُ أَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ، وَذَكَرَ هَذِهِ الرِّوَايَةَ وَقَالَ: خَالَفَهُ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ فَرَوَاهُ عَنْ عُلْوَانَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَذْكُرْ بَيْنَ عُلْوَانَ وَبَيْنَ صَالِحٍ، حُمَيْدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَيُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ ضَبَطَهُ عَنْ عُلْوَانَ؛ لِأَنَّهُ زَادَ فِيهِ رَجُلًا، وَكَانَ سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ مِنَ الْحُفَّاظِ الثِّقَاتِ.

قُلْتُ: وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ

إِلَّا أَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ مِنْ قَوْلِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَدْ رَوَى الْبُخَارِيُّ فِي كِتَابِهِ غَيْرَ شَيْءٍ مِنْ كَلَامِ الصَّحَابَةِ، فَمِنْ ذَلِكَ مَا رَوَى طَارِقُ بْنُ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ أَنَّهُ قَالَ لِوَفْدِ بُزَاخَةَ: تَتَّبِعُونَ أَذْنَابَ الْإِبِلِ حَتَّى يُرِيَ اللهُ خَلِيفَةَ رَسُولِهِ وَالْمُهَاجِرِينَ أَمْرًا يَعْذُرُونَكُمْ وَرَوَتْ عَائِشَةُ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ قَبَّلَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَعْدَ مَوْتِهِ. وَغَيْرَ ذَلِكَ.

ص88 - كتاب الأحاديث المختارة -ضياء الدين المقدسي- رواية عبد الرحمن بن عوف عن أبي بكر رضي الله عنهما

الرد المرئي لسند الرواية

الراوي الاول:يونس بن عبد الأعلى

٦٤٧١- يونس بن عبد الأعلى أبو موسى الصدفي أحد الأئمة عن بن عيينة والوليد بن وأبو مسلم وعنه مسلم والنسائي وابن ماجة والطحاوي وأبو الطاهر المديني ,ثقة فقيه محدث مقرئ من العقلاء النبلاء مات 264 م س ق

ص403 - كتاب الكاشف - حرف الياء

الراوي الثاني:يحيى بن عبدالله بن بكير

210-يحيى بن عبد الله بن بكير (خ,م,ق) الامام المحدث الحافظ الصدوق أبو زكريا القرشي المخزومي مولاهم البصري.

سير اعلام النبلاء-الجزءالعاشر-صفحة612

الراوي الثالث : الليث بن سعد

5720-الليث بن سعد بن عبدالرحمن الفهمي ابو الحارث المصري, ثقة ثبت فقيه إمام مشهور من السابعة مات في شعبان سنة خمس وسبعين

سير اعلام النبلاء-الجزءالعاشر-صفحة612

شبهة ضعف علوان

الراوي الرابع : علوان بن داوود البجلي

نبدأ أولا بكلام الذهبي الذي يقر بأن كتاب ابن حبان هو من اسس الكتب لمعرفة من هم الرواة الثقات

وعندما نذهب إلى كتب ابن حبان نرى بأن علوان من ضمن الثقات الذي اقره الذهبي كما اوضحنا

يقول الذهبي: ويبنبوع معرفة الثقات : تاريخ البخاري, وابن أبي حاتم, وابن حبان , وكتاب تهذيب الكمال

الموقظة في علم مصطلح الحديث -الذهبي-صفحة79

علوان بن داود البجلي من أهل الكوفة وروى عن مالك بن معول وروى عنه عمر بن عثمان الحمصي

الثقات ابن حبان-الجزء الثامن-صفحة526

ونضيف على ذلك قول العالم السني ابن عدي الذي أكد على ان علوان ثقة وكل الرواة الذين لم يذكرهم في كتابة لتصنيف الضعفاء او الذي كان في محل حيرة بين العلماء في موثوقيته فهو ثقة

وَذَاكِرٌ فِي كِتَابِي هَذَا كُلَّ مَنْ ذُكِر بضربٍ مِنَ الضَّعْفِ، ومَنِ اُخْتُلِفَ فيهم.فَجَرَّحَهُ الْبَعْضُ وَعَدَّلَهُ الْبَعْضُ الآخَرُ
--الى ان قال--
ولاَ يَبْقَى مِنَ الرُّوَاةِ الَّذِينَ لَمْ أَذْكُرْهُمْ إلاَّ مَنْ هُوَ ثِقَةٌ أَوْ صَدُوقٌ

ص79-78 - كتاب الكامل في ضعفاء الرجال - خطبة الكتاب -ابن عدي

وعلى الرغم من إثبات ثقة علوان، إلا أن النواصب يستمرون بالطعن فيه، والسبب هو فقط لأنه روى رواية ندم أبي بكر. ومع ذلك، نرد عليهم بكلام عالمهم ابن حجر عندما ذكر: "راوٍ ثقة صالح، ولكن يذكر المناكير"، فكان كلامه عن ذلك: "ليس كل راوٍ يروي المناكير يُضعَّف، وإلا لن يبقى أي راوٍ إلا ويتم الطعن فيه."

وهذا كلام صحيح من قبل ابن حجر , فكل الروات من دون أستثناء لديهم روايات صحيحة وروايات منكرة, فهذه عائشة عند السنة مع أنها من أعلى روات الاحاديث إلا أن بعض أحاديثها عند أهل السنة فيها مناكير ولاتقبل مثل رواية محاولة أنتحار النبي ينكرها بعض السنة مع أن الراوية عائشة فلماذا لايضعفونها إذًا بما أن كل من يذكر المناكير يجب أن يضعف ويترك؟ ,أو أبو هريرة الذي هو مشهور عنه بأنه كان ينقل مناكير عن اليهودي كعب الأحبار ولكن مع ذلك أهل السنة يأخذو فقط ماصح ذكرة عن أبوهريرة ويتجاهلوا روايات المنكرة التي يرويها عن اليهود.

[٦٢٩ - أحمد بن عتاب المروزي.]
عن عبد الرحيم بن زيد العلمي. قال أحمد بن سعيد بن معدان:شيخ صالح روى الفضائل والمناكير . قلت-يعني يقول ابن حجر-: ما كل من روى المناكير يضعف

ص534 - كتاب لسان الميزان ت أبي غدة - أحمد بن عتاب المروزي - ابن حجر

كلام اخر لابن حجر يثبت قوله

فلو كان كل من روى شيئا منكرا استحق أن يذكر في الضعفاء لما سلم من المحدثين أحد

ص308 - كتاب لسان الميزان ط الهندية - ذكر من اسمه الحسين - ابن حجر

وأما من يقول إن رواية الندم ستُردُّ بسبب أن علوان متهم بأنه منكر الحديث، فنرد عليه بأن البخاري بنفسه في كتابه صحيح البخاري ذكر أحاديث أصحابها ضعفاء من أصحاب الأحاديث المنكرة، ولكن مع ذلك، فَأحاديث البخاري مقبولة لدى إجماع أهل السنة.

(خ) حسان بن حسان ، وهو حسان بن أبي عباد البصري، نزيل مكة.
قال البخاري: كان المقري يثني عليه
وقال أبو حاتم: منكر الحديث
قلت-يعني ابن حجر يقول-:روى عنه البخاري حديثين فقط ، أحدهما في المغازي، عن محمد بن طلحة، عن حميد، عن أنس أن عمه غاب، عن قتال بدر، ولهذا الحديث طرق أخرى عن حميد، والآخر عن همام، عن قتادة، عن أنس في اعتمار النبي ﷺ أخرجه عنه في كتاب الحج، وأخرجه أيضا عن هدبة وأبي الوليد الطيالسي، بمتابعته عن همام.

ص396 - كتاب هدي الساري مقدمة فتح الباري ط السلفية -ابن حجر- حرف الحاء المهملة

الراوي الخامس : صالح بن كيسان

203-صالح بن كيسان (ع)
الامام حافظ الثقة
وقال يعقوب: صالح ثقة ثبت
وقال ابن أبي حاتم عن أبيه , قال: صالح احب الي من عقيل لأنه حجازي وهو أسن. ورأى ابن عمر ,وهو ثقة يعد من التابعين
وقال النسائي وابن خراش وغيرهما:ثقة

سير اعلام النبلاء -الذهبي-الجزء الخامس-صفحة 454 وصفحة455

الراوي السادس : عمر بن عبدالرحمن بن عوف

4970-عمر بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني مقبول من الثالثة

تقريب التهذيب -العسقلاني-صفحة723

أقرار ابن تيمية برواية ندم ابوبكر على الهجوم على الدار

(2

بعد أن أثبتنا صحة سند رواية ندم أبي بكر، نذهب الآن إلى الدليل التالي وهو إقرار ابن تيمية، شيخ النواصب، بمتن رواية ندم أبي بكر على كشف بيت السيدة فاطمة -عليها السلام-، واعترف بوقوع حادثة الدار. ولكن بالطبع، لخبث ابن تيمية، حرف السبب الرئيسي للهجوم على الدار وهو الإجبار على المبايعة كما في رواية تهديد عمر بن الخطاب بحرق الدار إن لم يبايعوا أهل البيت -عليهم السلام-، بسند صحيح. لم يعجب ابن تيمية ذلك، فأقر بهجوم الدار ولكنه قال إن السبب هو خوف أبي بكر على أموال المسلمين بأن تُسرق من قبل عترة رسول الله! فكشف بيت السيدة فاطمة ليرى هل في بيت نبي الله مال يرجع إلى المسلمين قد سرقه أهل بيت رسول الله أم لا.

وَغَايَةُ مَا يُقَالُ: إِنَّهُ كَبَسَ الْبَيْتَ لِيَنْظُرَ هَلْ فِيهِ شَيْءٌ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي يُقَسِّمُهُ، وَأَنْ يُعْطِيَهُ لِمُسْتَحِقِّهِ، ثُمَّ رَأَى أَنَّهُ لَوْ تَرَكَهُ لَهُمْ لَجَازَ ; فَإِنَّهُ يَجُوزُ أَنْ يُعْطِيَهُمْ مِنْ مَالِ الْفَيْءِ.

ص291 - كتاب منهاج السنة النبوية-ابن تيمية -جزء الثامن- فصل قال الرافضي الثامن قول أبي بكر في مرض موته ليتني كنت تركت بيت فاطمة لم أكبسه والرد عليه -

تهديد عمر بن الخطاب بحرق بيت السيدة فاطمة

(3

نأتي الآن إلى تهديد عمر بن الخطاب بحرق بيت السيدة فاطمة -عليها السلام- إن لم يبايعوا أهل العترة. الرواية مروية من قبل أستاذ صاحب كتاب “صحيح البخاري”، وهو ابن شيبة، والرواية صحيحة السند، لا طعن في أيٍّ من رجالها لأن جميع رواتها هم رجال بخاري ومسلم.

اثبات صحة سند الرواية​

وهذا هو السند نفسه نراه في صحيح بخاري ومسلم

٣٩٨٢٧ - حدثنا محمد بن بشر (حدثنا) عبيد اللَّه بن عمر (حدثنا) زيد بن أسلم عن أبيه أسلم أنه حين بويع لأبي بكر بعد رسول اللَّه ﷺ كان علي والزبير يدخلان على فاطمة بنت رسول اللَّه ﷺ فيشاورونها ويرتجعون في أمرهم، فلما بلغ ذلك عمر بن الخطاب خرج حتى دخل على فاطمة فقال: يا بنت رسول اللَّه ﷺ واللَّه ما من الخلق أحد أحب إلينا من أبيك، وما من أحد أحب إلينا بعد أبيك منك،
وأيم اللَّه ما ذاك بمانعي أن أجتمع هؤلاء النفر عندك؛ أن أمرتهم أن يحرق عليهم البيت
قال: فلما خرج عمر جاؤوها (فقالت) : تعلمون أن عمر قد جاءني وقد حلف باللَّه لئن عدتم ليحرقن عليكم البيت،
وأيم اللَّه ليمضين لما حلف عليه ، فانصرفوا راشدين، فرءوا رأيكم ولا ترجعوا إليَّ، فانصرفوا عنها فلم يرجعوا إليها حتى بايعوا لأبي بكر (١٥).

(١٥) الهامش(15):صحيح؛ أخرجه أحمد في فضائل الصحابة (٥٣٢)، وابن عبد البر في الاستذكار ٣/ ٩٧٥، وابن أبي عاصم (٢٩٥٢)،

المصدر:ص143 - كتاب المصنف ابن أبي شيبة ت الشثري - ما جاء في خلافة أبي بكر وسيرته في الردة

شبهة ارسال السند بسبب أسلم مولى عمر بن الخطاب

وأما عن الشبهة المطروحة من قبل عثمان الخميس، وهي أن حديث التهديد مرسل بسبب أسلم، فهناك قولان حول أسلم: الأول: أن أسلم كان في زمن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-، والذي يثبت ذلك هو حديث صحيح البخاري الذي ذكرناه سابقًا، حيث ينقل أسلم حديثًا مباشرًا عن رسول الله. فمن يقول إن حديث التهديد مرسل، فعليه أن يقر بأن البخاري ينقل روايات مرسلة، بالإضافة إلى وجود أقوال تثبت أنه عاصر النبي.

[١٢٠ - أسلم مولى عمر] (د ع) أسلم، مولى عمر بن الخطاب، من سبى اليمن. أدرك النبي

ص94 - كتاب أسد الغابة في معرفة الصحابة ط الشعب - أسلم بن سليم

الثاني: القول الثاني الذي يحاول النواصب إثباته هو أن أسلم لم يدرك زمن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- لكي يكون شاهدًا على هجوم الدار. فنقول إن حتى هذا الإثبات من النواصب لا يطعن ولا يُحدث خدشًا بسيطًا في دليلنا الثابت لسند تهديد الحرق الصحيح. فابن حجر يساعدنا بقوله حول سند صحيح البخاري الذي ذكرنا سابقًا أن أسلم نقل فيه عن النبي مباشرة. وهنا يأتي ابن حجر لنأخذ كلامه حجة على النواصب، وهو أن أسلم ينقل عن عمر في رواية البخاري. حينها، هذا الأمر ينطبق أيضًا على رواية تهديد الحرق، حيث إن أسلم ينقل عن مولاه عمر بن الخطاب. وهذا ما نراه في صيغة سرد حديث تهديد الحرق التي توضح أن أسلم ينقل ما قاله له مولاه عمر.

الرد المرئي على شبهة

الحديث الرابع والسبعون. قال الدارقطني: أخرج البخاري، عن القعنبي وعبد الله بن يوسف وغيرهما، عن مالك، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، أن النبي ﷺ كان يسير وعمر معه … الحديث في نزول سورة الفتح مرسلا، وقد وصله قراد وغيره عن مالك.

قلت: بل ظاهر رواية البخاري الوصل ، فإن أوله وإن كان صورته صورة المرسل، فإن بعده ما يصرح بأن الحديث لأسلم عن عمر ، ففيه بعد قوله فسأله عمر عن شيء فلم يجبه، فقال عمر: نزرت رسول الله ﷺ ثلاث مرات، كل ذلك لا يجيبك، قال عمر: فحركت بعيري، ثم تقدمت أمام الناس، وخشيت أن ينزل في قرآن،

وساق الحديث على هذه الصورة حاكيا لمعظم القصة عن عمر، فكيف يكون مرسلا؟! هذا من العجب، والله أعلم.

ص403 - كتص373 - كتاب هدي الساري مقدمة فتح الباري ط السلفية - الحديث الثالث والسبعون حديث الإفك

نرى هنا الدارقطني يطرح شبهة حول رواية أسلم في صحيح البخاري، تمامًا كشبهة النواصب حول رواية أسلم عن التهديد. حيث يقول الدارقطني إن البخاري يذكر المراسيل، لأنه -كما يزعم- أن أسلم لم يدرك النبي لينقل عنه مباشرة. فيرد عليه ابن حجر بأن أسلم نقل ما سمعه من عمر، وهذا يعني أنه لا يوجد إرسال في رواية البخاري. وهذا ينطبق تمامًا على رواية التهديد؛ حينها سقط إشكال النواصب، ولله الحمد، من قبل عالمهم ابن حجر.

أعتراض الإمام علي على خلافة أبوبكر وهجوم الدار

(4

ذكر أيضا في كتب اهل السنة  غضب و تختلف امير المؤمنين علي -عليه السلام- عن بيعة ابوبكر هو مع الزبير وتقلدوا الأسلحة فهجم عمر بن الخطاب على بيت السيدة فاطمة -عليها السلام- كاسرين سيف الزبير ,وسند الرواية قوي جميع رجاله رجال بخاري ومسلم

١٢٩١ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَخْزُومِيُّ الْمُسَيَّبِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: «وَغَضِبَ رِجَالٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ فِي بَيْعَةِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْهُمْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَالزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا

فَدَخَلَا بَيْتَ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُمَا السِّلَاحُ فَجَاءَهُمَا عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي عِصَابَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فِيهِمْ أُسَيْدُ وَسَلَمَةُ بْنُ سَلَامَةَ بْنِ وَقْشٍ وَهُمَا مِنْ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ وَيُقَالُ فِيهِمْ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ الشَّمَّاسِ أَخُو بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ فَأَخَذَ أَحَدُهُمْ سَيْفَ الزُّبَيْرِ فَضَرَبَ بِهِ الْحَجَرَ حَتَّى كَسَرَهُ

-سند اخر للحديث يثبت الحادثة-

قَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ: قَالَ سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ «أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ كَانَ مَعَ عُمَرَ يَوْمَئِذٍ وَأَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ كَسَرَ سَيْفَ الزُّبَيْرِ»، وَاللَّهُ أَعْلَمُ

ص553 - كتاب السنة لعبد الله بن أحمد - بيعة أبي بكر

اثبات صحة سند الرواية​

الرواية -كما هو موضح في صورة الكتاب أعلاه بتحقيق أهل السنة- صحيحة السند. ولكن نريد أن نوضح أن جميع رجال السند هم من رجال البخاري ومسلم. وسوف نعتمد على هذين الكتابين لإثبات أن رجال السند في رواية كسر سيف الزبير هم من رجال البخاري ومسلم.

الراوي الاول:أبي محمد إسحاق بن محمد بن عبد الرحمن المخزومي المسيبي

من رجال مسلم

١٤٠٣ - مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن مُحَمَّد بن عبد الله بن الْمسيب الْمسَيبِي المَخْزُومِي الْمدنِي سكن بَغْدَاد كنيته أَبُو عبد الله قَالَ السراج مَاتَ سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ فِي ربيع الأول روى عَن أنس بن عِيَاض فِي الْإِيمَان وَالصَّلَاة

ص163 - كتاب رجال صحيح مسلم - ذكر من اسمه محمد -

الراوي الثاني:محمد بن فليح بن سليمان الأسلمي

من رجال البخاري

١٠٨٨ - مُحَمَّد بن فليح بن سُلَيْمَان أَبُو عبد الله يُقَال الْأَسْلَمِيّ مَوْلَاهُم وَيُقَال الْخُزَاعِيّ الْمَدِينِيّ سمع مُوسَى بن عقبَة وأباه رَوَى عَنهُ إِبْرَاهِيم بن الْمُنْذر فِي (تَفْسِير الْأَحْزَاب) قَالَ البُخَارِيّ قَالَ الْفَروِي مَاتَ سنة ١٩٧

ص673 - كتاب رجال صحيح البخاري الهداية والإرشاد في معرفة أهل الثقة والسداد - ومنهم من اسمه محمد

الراوي الثالث:موسى بن عقبة

من رجال البخاري

١١٤٦ - مُوسَى بن عقبَة ابْن أبي عَيَّاش أَبُو مُحَمَّد الْمَدِينِيّ مولَى الزبير بن الْعَوام الْقرشِي أَخُو مُحَمَّد وَإِبْرَاهِيم وَكَانَ إِبْرَاهِيم أكبر من مُوسَى

ص697 - كتاب رجال صحيح البخاري الهداية والإرشاد في معرفة أهل الثقة والسداد - ومنهم من اسمه موسى

الراوي الرابع:ابن شهاب الزهري

من رجال البخاري

١٠٩٦ - مُحَمَّد بن مُسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهَاب بن الْحَارِث بن زهرَة بن كلاب بن مرّة بن عبد الله بن كَعْب بن لؤَي أَبُو بكر الزُّهْرِيّ الْقرشِي الْمدنِي

ص677 - كتاب رجال صحيح البخاري الهداية والإرشاد في معرفة أهل الثقة والسداد - ومنهم من اسمه محمد

أدعاء إرسال الرواية

هناك من يدّعي أن الرواية مرسلة من قبل الزهري “ابن شهاب”، وهذا ادعاء باطل؛ فالرواية وردت من عدة طرق متصلة. سنذكر أكثر من طريق، ولكن أول ما سنعرضه هو رواية بسند كتاب المغازي لموسى بن عقبة، الذي روى الرواية عن طريق الزهري “ابن شهاب”، وعن طريق حفيد وابن الصحابي عبد الرحمن بن عوف، الذي أخبر ولده إبراهيم بهذا الخبر. وعبد الرحمن بن عوف، هذا، شارك أيضاً في هجوم الدار على السيدة فاطمة -عليها السلام-.

الرواية من نفس المصدر السابق ولكن ذكر ابن امام مؤسس مذهب السنة احمد بن حنبل سند اخر للرواية في اخر الرواية

تنبية

الراوي الاول:موسى بن عقبة

من رجال البخاري

١١٤٦ - مُوسَى بن عقبَة ابْن أبي عَيَّاش أَبُو مُحَمَّد الْمَدِينِيّ مولَى الزبير بن الْعَوام الْقرشِي أَخُو مُحَمَّد وَإِبْرَاهِيم وَكَانَ إِبْرَاهِيم أكبر من مُوسَى

ص697 - كتاب رجال صحيح البخاري الهداية والإرشاد في معرفة أهل الثقة والسداد - ومنهم من اسمه موسى

الراوي الثاني:سعد بن إبراهيم بن عبدالرحمن بن عوف الزهري.

ثقة
وهو حفيد الصحابيين عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص 

٧٩٩ - سعد بن إبراهيم (١): " ع" ابن عبد الرحمن بن عوف الإمام، الحجة، الفقيه، قاضي المدينة، أبو إسحاق ويقال: أبو إبراهيم القرشي، الزهري، المدني.

روى عنه: ولده الحافظ إبراهيم بن سعد، والزهري، ويزيد بن الهاد، وموسى بن عقبة،

قال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث. وقال أحمد بن حنبل: كان ثقة، فاضلًا، ولي قضاء المدينة. وقال ابن معين، وأبو حاتم، وجماعة: ثقة.

-ص139 -140- كتاب سير أعلام النبلاء ط الحديث - سعد بن إبراهيم

الراوي الثالث:إبراهيم بن عبدالرحمن بن عوف الزهري

ثقة

ابن الصحابي عبد الرحمن بن عوف الذي شارك في هجوم الدار ونقل من ابيه الواقعة كما نقل موسى بن عقبة 

٤٧٧ - إبراهيم بن عبد الرحمن (١): " خ، م" ابن عوف، الإمام، الفقيه، أبو إسحاق الزهري، العوفي، المدني، وقيل: كنيته أبو محمد، أخو أبي سلمة الفقيه، وحميد.
حدث عن: أبيه. وعن: عمر، وعثمان، وعلي، وسعد، وعمار بن ياسر، وجبير بن مطعم، وطائفة.
روى عنه ابناه: سعد بن إبراهيم قاضي المدينة، وصالح بن إبراهيم، وعطاء بن أبي رباح، وابن شهاب الزهري، ومحمد بن عمرو بن علقمة، وغيرهم. وأمه هي المهاجرة أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط.
وقيل: إنه شهد حصار الدار مع عثمان، .
وثقه النسائي، وغيره.
توفي سنة ست وتسعين، عن سن عالية. ويحتمل أنه ولد في حياة النبي

ص169 - كتاب سير أعلام النبلاء ط الحديث - إبراهيم بن عبد الرحمن

الراوي الرابع:عبدالرحمن بن عوف الزهري

من رجال بخاري
(صحابي)

الصحابي عبد الرحمن بن عوف الذي شارك في هجوم الدار 

عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَوْفِ بنِ عَبْدِ عَوْفٍ الزُّهْرِيُّ * (ع) ابْنِ عَبْدِ بنِ الحَارِثِ بنِ زُهْرَةَ بنِ كِلاَبِ بنِ مُرَّةَ بنِ كَعْبِ بنِ لُؤَيٍّ، أَبُو مُحَمَّدٍ. أَحَدُ العَشْرَةِ، وَأَحَدُ السِّتَّةِ أَهْلِ الشُّوْرَى، وَأَحَدُ السَّابِقِيْنَ البَدْرِيِّيْنَ، القُرَشِيُّ، الزُّهْرِيُّ. وَهُوَ أَحَدُ الثَّمَانِيَةِ الَّذِيْنَ بَادَرُوا إِلَى الإِسْلاَمِ. لَهُ عِدَّةُ أَحَادِيْثَ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ عَبَّاسٍ، وَابْنُ عُمَرَ، وَأَنَسُ بنُ مَالِكٍ، وَبَنُوهُ: إِبْرَاهِيْمُ، وَحُمَيْدٌ، وَأَبُو سَلَمَةَ، وَعَمْرٌو، وَمُصْعَبٌ بَنُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَمَالِكُ بنُ أَوْسٍ، وَطَائِفَةٌ سِوَاهُم. لَهُ فِي (الصَّحِيْحَيْنِ) حَدِيْثَانِ، وَانْفَرَدَ لَهُ البُخَارِيُّ بِخَمْسَةِ

ص68 - كتاب سير أعلام النبلاء ط الرسالة - عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف الزهري

مصادر اخرى لحديث غضب الأمام وهجوم عمر للدار


الرواية وردت في أكثر من سند وطريق ومن أكثر من مصدر، وهذا يعني أن الرواية متواترة وقطعية الصدور. سنذكر مصدرين آخرين ذكرا الرواية، مع التصحيح من قبل الحاكم للمستدرك وبأقرار وتحقيق الذهبي ايضا.

٤٤٢٢ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثنا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَيْهَقِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ كَانَ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ كَسَرَ سَيْفَ الزُّبَيْرِ، ثُمَّ قَامَ أَبُو بَكْرٍ فَخَطَبَ النَّاسَ وَاعْتَذَرَ إِلَيْهِمْ، وَقَالَ: وَاللَّهِ مَا كُنْتُ حَرِيصًا عَلَى الْإِمَارَةِ يَوْمًا وَلَا لَيْلَةً قَطُّ، وَلَا كُنْتُ فِيهَا رَاغِبًا، وَلَا سَأَلْتُهَا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِي سِرٍّ وَلَا عَلَانِيَةٍ، وَلَكِنِّي أَشْفَقْتُ مِنَ الْفِتْنَةِ، وَمَا لِي فِي الْإِمَارَةِ مِنْ رَاحَةٍ، وَلَكِنْ قُلِّدْتُ أَمْرًا عَظِيمًا مَا لِي بِهِ مِنْ طَاقَةٍ وَلَا يَدَ إِلَّا بِتَقْوِيَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَلَوَدِدْتُ أَنَّ أَقْوَى النَّاسِ عَلَيْهَا مَكَانِي الْيَوْمَ، فَقَبِلَ الْمُهَاجِرُونَ مِنْهُ مَا قَالَ وَمَا اعْتَذَرَ بِهِ، قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَالزُّبَيْرُ: مَا غَضِبْنَا إِلَّا لِأَنَّا قَدْ أُخِّرْنَا عَنِ الْمُشَاوَرَةِ، وَإِنَّا نَرَى أَبَا بَكْرٍ أَحَقَّ النَّاسِ بِهَا بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِنَّهُ لِصَاحِبُ الْغَارِ، وَثَانِيَ اثْنَيْنِ، وَإِنَّا لَنَعْلَمُ بِشَرَفِهِ وَكِبَرِهِ، «وَلَقَدْ أَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالصَّلَاةِ بِالنَّاسِ وَهُوَ حَيٌّ»

تعليق الحاكم النيسابوري: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ

[التعليق - من تلخيص الذهبي]٤٤٢٢ - على شرط البخاري ومسلم

ص70 - كتاب المستدرك على الصحيحين ط العلمية - أما حديث ضمرة وأبو طلحة

مصدر اخر ذكر نفس رواية والسند:ص544 - كتاب السنن الكبرى البيهقي ت التركي - باب ما جاء في تنبيه الإمام على من يراه أهلا للخلافة بعده

قبول روايات الزهري في المغازي والسير وأن كانت مرسلة

ولله الحمد، بعد إثبات صحة الرواية بسند متصل، لا ضير أن نقول إن أهل السنة يقبلون الأخذ بروايات الزهري في السير والمغازي وأحداث الخلافة، حتى إن كانت مرسلة. وهذا شائع عندهم، إذ إنهم لا يقبلون المراسيل من راوٍ في روايات الأحكام المتعلقة بالحلال والحرام، حيث يشددون في السند في هذه الأمور، ولكنهم يتساهلون في السند ويقبلون المراسيل في الروايات المتعلقة بأحداث التاريخ.
لذا نجد أن علماء السنة قد يذمون راوياً ويضعفونه في روايات الحلال والحرام، ولكنهم يوثقونه في روايات السير وأحداث التاريخ. وقد ورد في صحيح البخاري سندٌ للزهري يذكر فيه المغازي وأحداثاً جرت في زمن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-. وقد أجمع علماء السنة على أن أصح الروايات عن أحداث التاريخ هي ما ورد عن موسى بن عقبة في كتابه المغازي، وما ورد عن الزهري.
هذا يعني أن الرواية السابقة عن الزهري بخصوص هجوم الدار مقبولة عند أهل السنة.

تضعيف راوي في أحاديث الحلال والحرام وتقوية نفس الراوي في روايات التاريخ والسير

الذهبي في ترجمة محمد بن اسحاق صاحب السير المعروف , ضعف ابن اسحاق في جانب الحلال والحرام ولكن قواه من جانب التاريخ

والذي تقرر عليه العمل أن ابن إسحاق إليه المرجع في المغازي والأيام النبوية مع أنه يشذ بأشياء وأنه ليس بحجة في الحلال والحرام, نعم ولا بالواهي بل يستشهد به

ص130 - كتاب تذكرة الحفاظ طبقات الحفاظ للذهبي - الطبقة الخامسة من الكتاب

البيهقي يبين أن احاديث المرسله تقبل في تاريخ ولن تكون الشدة في تحقيق فيه مثل احاديث احكام الحلال والحرام

أن يكون الذي أرسله من متأخري التابعين الذين يعرفون بالأخذ عن كل أحد، وظهر لأهل العلم بالحديث ضعف مخارج ما أرسلوه- فهذا النوع من المراسيل لا يقبل في الأحكام، ويقبل فما لا يتعلق به حكم من الدّعوات وفضائل الأعمال والمغازي، وما أشبهها.

ص40 - كتاب دلائل النبوة للبيهقي - فصل في المراسيل

الزهري وموسى بن عقبة من أصح رواة التاريخ عند أهل السنة

مالك بن انس مؤسس المذهب المالكي يقر بروايات  تاريخ موسى بن عقبة

قال معن بن عيسى: كان مالك إذا قيل له: مغازي من نكتب؟ قال: عليكم بمغازي موسى بن عقبة فإنه ثقة. وقال معن، وجماعة: عن مالك أنه كان يقول: عليك بمغازي ابن عقبة الرجل الصالح فإنها أصح المغازي.

ص150 - كتاب تذهيب تهذيب الكمال في أسماء الرجال - حرف الميم-الذهبي

يحيى بن معين أحد كبار علماء الحديث النبوي عند أهل السنة والجماعة. يرى صحه روايات الزهري وموسى

قال ابن معين: كتاب موسى بن عقبة عن الزهري من أصح هذه الكتب.

ص150 - كتاب تذهيب تهذيب الكمال في أسماء الرجال - حرف الميم-الذهبي

الزهري يتعمد أن يختصر في سند بعض الأحيان

الرواية السابقة لهجوم الدار عن الزهري بالتأكيد أنها وردت بسند متصل بما ان رأينا أن لها سند متصل عند موسى بن عقبة وهذا يوضح بأن الزهري كان يختصر سند رويات في بعض الأحيان,وهذا تحقيق بعض علماء السنة.

فلعل الزهري - والله أعلم - كان يحذف بعض الرواة اختصاراً، ولذلك يسميهم عندما يسأل عنهم، فقد روي عن مالك بن أنس أنه قال: كنا نجلس إلى الزهري وإلى محمد بن المُنْكَدِر، فيقول الزهري: قال ابن عمر كذا وكذا، فإذا كان بعد ذلك جلسنا إليه فقلت: الذي ذكرت عن ابن عمر من أخبرك به؟ قال: ابنه سالم٣.

قال ابن عبد البر: "فهكذا مراسيل الثقات، إذا سئلوا أحالوا على الثقات"٤.

وهذه الرواية تدل على أن ما ذكره القطان من قوله: " ... وإنما يترك من لا يحسن أو يستحي أن يسميه"

كما أن يحيى بن سعيد القطان من متشددي أئمة الجرح والتعديل في الحديث، وعلى كل حال فهذا حكم المحدثين في الحلال والحرام أما في باب المغازي والسير فمراسيل الزهري مقبولة، وخاصة التي لا علاقة لها بالأحكام وصح مخرجها إلى الزهري.

ص129 -ج1- كتاب مرويات الإمام الزهري في المغازي - المطلب الأول في مراسيله

وبهذا السند عند البخاري.