
حادثة العقبة: محاولة الصحابة لقتل النبي
جزء البحث من كتب المخالفين من مجهود الأخ ذو الفقار المغربي
يمكنكم مشاهدة البحث كاملة في المقطع التالي
مقدمة
من المعلوم أن الأنبياء بعد موتهم يتولى أهلهم قيادة الأمة، لذا خشيحادثة العقبة من أهم أحداث التاريخ التي نزلت فيها آيه قرآنية تتكلم عن الصحابة ومحاولتهم قتل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وكفرهم الله لفعلهم هذا . والعجيب في الأمر أن هناك محاولات عديدة لطمس أسماء الصحابة المشاركين، وإستبدال أسمائهم بـــ “فلان وفلان”! وهذا يدل على أن هؤلاء الصحابة ليسوا أشخاصًا عاديين، وإنما كانوا من كبار الصحابة الذين كان لهم تأثير كبير على تاريخ الإسلام فلماذا كل هذا التكتم على إسم كافر أراد قتل النبي؟ فمن هم يا ترى؟
يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا ۚ وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ ۚ فَإِن يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَّهُمْ ۖ وَإِن يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَمَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ
سورة التوبة- الأية 74
-
أهم مواضيع البحث:
- قصة حادثة العقبة.
- عمر بن الخطاب يفضح نفسه!
- لماذا كان عمر يطارد حذيفة؟
- حذيفة كان يخاف من القتل!
- عمر يبكي على منافق!
- لماذا علماء السنة والجماعة يكتمون أسماء أصحاب العقبة؟
- حذيفة يقول: أصحاب العقبة هم حرب لله والرسول إلى يوم القيامة!
- أسماء الصحابة الذين أرادوا قتل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
- سبب تآمر الصحابة على قتل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
قصة حادثة العقبة
ذكرت الحادثة في مصادر عديدة ومنها عند أحمد بن حنبل في مسنده بسند قوي على شرط مسلم , نختصرها كالتالي:
عندما رجع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من غزوة تبوك، بلغه أن بعض المنافقين بعدد 14 شخص دبّروا مكيدة ليدفعوه في العقبة الضيقة فيسقط.
أمر النبي بالرحيل للمدينة وأمر مناديه فنادى: “ألا لا يسبقن رسول الله أحد إلى العقبة ولا يطأها حتى يجاوزها رسول الله “، فبينما يسلك هو طريق العقبة اخذ معه عمّار بن ياسر ممسكاً بزمام الناقة وحذيفة بن اليمان يسوقها خلفه وأمر بأن لا يلحقه أحد غيرهما. ولعل فعل النبي هذا الفعل بسلك طريق بمفرده عن البقيه لكي يكشف المنافقين الذين سيلحقوه لقتله.
وبالفعل، ظهر هؤلاء الملثمون خلف النبي، وأمر النبي حذيفة أن يذهب ليراهم، ويتعرَّف عليهم فواجههم ، فرتعبوا وخافوا أن يتم التعرف عليهم فتراجعوا واختلطوا بالجيش. ولكن مع ذلك تعرف حذيفة عليهم بسبب رواحهم (أحصنه أو جمال) التي يركبونها.
مسند أحمد بن حنبل-ص210-ج39 || ص673 -ج4- كتاب البداية والنهاية ط دار ابن كثير || صحيح مسلم
أصحاب العقبة هم حرب لله والرسول إلى يوم القيامة!
يوضح من هذا التكتم العجيب من قبل علماء السنه على أسمائهم بأنهم ليسوا صحابة عاديين وإنما من كبار الصحابة الذين لديهم تأثير كبير في تاريخ الإسلامي وسبب لفتنة عظيمة في الإسلام والدليل هو قول حذيفة عنهم بأنهم حرب للإسلام إلى يوم القيامة !
كانَ بيْنَ رَجُلٍ مِن أَهْلِ العَقَبَةِ وبيْنَ حُذَيْفَةَ بَعْضُ ما يَكونُ بيْنَ النَّاسِ، فَقالَ: أَنْشُدُكَ باللَّهِ كَمْ كانَ أَصْحَابُ العَقَبَةِ؟ قالَ: فَقالَ له القَوْمُ: أَخْبِرْهُ إذْ سَأَلَكَ، قالَ-حذيفة-: كُنَّا نُخْبَرُ أنَّهُمْ أَرْبَعَةَ عَشَرَ، فإنْ كُنْتَ منهمْ فقَدْ كانَ القَوْمُ خَمْسَةَ عَشَرَ، وَأَشْهَدُ باللَّهِ أنَّ اثْنَيْ عَشَرَ منهمْ حَرْبٌ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ في الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَومَ يَقُومُ الأشْهَادُ.
الراوي : عامر بن واثلة أبو الطفيل | المصدر : صحيح مسلم | الصفحة أو الرقم : 2779
من هــم فلان وفلان؟! حذيفة مفتاح الجواب
حذيفة كان الوحيد الذي تعرف عليهم وأخبره النبي (صلى الله عليه واله وسلم) بأسمائهم وأمره أن يكتم السر ولكن أصحاب العقبة عرف من هم بسبب إنهم فضحوا أنفسهم ولأن النبي أمر حذيفه أن لا يصلي على أصحاب العقبة إذا ماتوا لان لاصلاة على منافق كافر فكل شخص لايصلي عليه حذيفة كان يعرف بأنه من أصحاب العقبة, وقد ذكر في نصوص كثيرة في التاريخ أسمائهم ولكن تم طمسها من قبل علماء التاريخ بذكر “فلان وفلان” ! فلماذا هذا التكتم والحفاظ على إسم كافر أراد قتل النبي (صلى الله عليه واله وسلم)!
حتى أدرك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما أدركه، قال: "اضرب الراحلة يا حذيفة وامش أنت يا عمار" فأسرعوا حتى استوى بأعلاها فخرجوا من العقبة ينتظرون الناس فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لحذيفة: "هل عرفت يا حذيفة من هؤلاء الرهط أو الركب أو أحدًا منهم؟ " قال حذيفة: عرفت راحلة فلان وفلان وقال: كانت ظلمة الليل وغشيتهم وهم متلثمون فقال - صلى الله عليه وسلم -: "هل علمتم ما كان شأن الركب وما أرادوا؟ " قالوا: لا والله يا رسول الله قال: "فإنهم مكروا ليسيروا معي حتى إذا أظلمت في العقبة طرحوني منها". قالوا: أفلا تأمر بهم يا رسول الله إذا جاءك الناس فتضرب أعناقهم؟ قال: "أكره أن يتحدث الناس ويقولوا إن محمدًا قد وضع يده على أصحابه" فسماهم لهم وقال: "اكتماهم".
ص524-الصحيح من أحاديث السيرة النبوية- للدكتور محمد الصوياني
فعند الواقدي عن معمر
عن الزهري عن حذيفة قال لي رسول الله ﷺ: إني مسرّ إليك سرًا فلا تذكره لأحد إني نهيت أن أصلي على
فلان وفلان رهط ذوي عدد من المنافقين
قال: فلذلك كان عمرًا إذا أراد أن يصلّي على أحد استتبع حذيفة فإن مشى معه وإلا لم يصل عليه، ومن طريق أخرى عن جبير بن مطعم أنهم اثنا عشر رجلاً (﴿ولا تقم على قبره﴾) [التوبة: ٨٤].
ص156 -ج7- كتاب إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري ط بولاق
قُلْتُ: كَلاَمُ الأَقْرَانِ إِذَا تَبَرْهَنَ لَنَا أَنَّهُ بِهَوَىً وَعَصَبِيَّةٍ، لاَ يُلْتَفَتُ إِلَيْهِ، بَلْ يُطْوَى، وَلاَ يُرْوَى، كَمَا تَقَرَّرَ عَنِ الكَفِّ عَنْ كَثِيْرٍ مِمَّا شَجَرَ بَيْنَ الصَّحَابَةِ، وَقِتَالِهِم - رَضِيَ اللهُ عَنْهُم أَجْمَعِيْنَ - وَمَا زَالَ يَمُرُّ بِنَا ذَلِكَ فِي الدَّوَاوينِ، وَالكُتُبِ، وَالأَجْزَاءِ، وَلَكِنْ أَكْثَرُ ذَلِكَ مُنْقَطِعٌ، وضَعِيْفٌ، وَبَعْضُهُ كَذِبٌ، وَهَذَا فِيْمَا بِأَيْدِيْنَا وَبَيْنَ عُلُمَائِنَا، فَيَنْبَغِي طَيُّهُ وَإِخْفَاؤُهُ، بَلْ إِعْدَامُهُ، لِتَصْفُوَ القُلُوْبُ، وَتَتَوَفَّرَ عَلَى حُبِّ الصَّحَابَةِ، وَالتَّرَضِّي عَنْهُمُ، وَكُتْمَانُ ذَلِكَ مُتَعَيِّنٌ عَنِ العَامَّةِ، وَآحَادِ العُلَمَاءِ، وَقَدْ يُرَخَّصُ فِي مُطَالعَةِ ذَلِكَ خَلْوَةً لِلْعَالِمِ المُنْصِفِ، العَرِيِّ مِنَ الهَوَى، بِشَرْطِ أَنْ يَسْتَغفرَ لَهُم، كَمَا عَلَّمَنَا اللهُ
سير أعلام النبلاء-الذهبي-ج10-ص92
بعض أسماء الصحابة الذين أرادوا قتل النبي
ذكر إبن حزم في كتابه أسمائهم وإبن حزم هذا من كبار علماء من يزعمون أنهم من أهل السنة , ولكن نرى أبن حزم نكر صحة الخبر من دون ذكر أي دليل علمي ينفي الخبر والسبب بالطبع إن الخبر هذا ثقيل عليه فأتجه إلى الإنكار وقال بأن الوليد الناقل للخبر ضعيف , وهذا كذب فالوليد ثقة وروي عنه في الصحاح السته وهو من رجال بخاري ومسلم فكيف يقول عنه هالك ويتهمه بوضع الحديث!
وَأَمَّا حَدِيثُ حُذَيْفَةَ فَسَاقِطٌ، لِأَنَّهُ مِنْ طَرِيقِ الْوَلِيدِ بْنِ جُمَيْعٍ - وَهُوَ هَالِكٌ - وَلَا نَرَاهُ يَعْلَمُ مَنْ وَضَعَ الْحَدِيثَ فَإِنَّهُ قَدْ رَوَى أَخْبَارًا فِيهَا أَنَّ أَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَطَلْحَةَ، وَسَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ - أَرَادُوا قَتْلَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - وَإِلْقَاءَهُ مِنْ الْعَقَبَةِ فِي تَبُوكَ - وَهَذَا هُوَ الْكَذِبُ الْمَوْضُوعُ الَّذِي يَطْعَنُ اللَّهُ تَعَالَى وَاضِعَهُ - فَسَقَطَ التَّعَلُّقُ بِهِ - وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
ص160 -ج12- كتاب المحلى بالآثار -ابن حزم
ترجمـــــــة الوليد بن عبد الله
أبن كثير ذكر ترجمة الوليد كما هو موضح هو من رجال:
بخاري(بخ) مسلم(م) أبو داود(د) الترمذي(ت) النسائي(س).
فكيف يقول عنه أبن حزم بأنه ضعيف!
١٠١٩ - (بخ م د ت س) الوليد بن عبد الله بن جُمَيْع الزُّهْريُّ الكوفيُّ، وقد يُنسبُ إلى جده. روى عن: إبراهيم النخعي، وأبي الطفيل عامر بن واثلة، وعكرمة، ومجاهد، وأبي سلمة، وجماعة. وعنه جماعة منهم: ابنه ثابت، وحفص بن غياث، وأبو أسامة، وزيد بن الحباب، وأبو نُعيم، ووكيع، ويحيى القَطَّان، ويزيد بن هارون.
ص98 -ج2- التكميل في الجرح والتعديل ومعرفة الثقات والضعفاء والمجاهيل-أبن كثير
خوف حذيفة من القتل
كان حذيفة يصرّح بأنه يحمل من رسول الله (صلى الله عليه واله وسبم) علماً كثيراً، إلا أن الناس لو أخبرهم بها لكذّبوه. وقد ظهر ذلك جلياً في قضية أصحاب العقبة، حيث أنكر بعض العلماء كابن حزم حديث حذيفة الذي ذكر فيه أبا بكر وعمر ضمن من تآمروا. غير أن خوف حذيفة من القتل كان دليلاً آخر على صدق قوله، لذلك التزم الصمت وتجنّب المواجهة. بل إن أحد خلفاء السقيفة كان يلاحقه دائماً ويضغط عليه ليكفّ عن الكلام.
وَقَال عطاء بْن السائب، عَن أَبِي البختري، قال حذيفة
لو حدثتكم بحديث لكذبني ثلاثة أثلاثكم.
ص507 -ج5- كتاب تهذيب الكمال في أسماء الرجال-المزي
وَقَال أَبُو هلال، عن قتادة، قال حذيفة:
لو كنت على شاطئ نهر، وقد مددت يدي لأغترف فحدثتكم بكل ما أعلم ما وصلت يدي إلى فمي حتى أقتل!
ص507 -ج5- كتاب تهذيب الكمال في أسماء الرجال-المزي
عمر بن الخطاب يفضح نفســـه!
ما يزيد تأكيد صحة أخبار الوليد بشأن عمر ضمن القتلة هو ردة فعله تجاه حذيفة. فقد كان يسأله باستمرار:”هل أنا منهم؟”
السؤال يطرح على كل عاقل: هل كان عمر يهجر؟! هل نسي أين كان في حادثة العقبة؟! هل نسي إذا كان تعقب النبي (صلى الله عليه واله وسلم) لقتله أم إنه التزم بأمر النبي وسلك طريق أخر! ولم يكتفِ بذلك، بل ظل يطارد حذيفة حتى في أيام خلافته. هذا التصرف لا يُفسَّر إلا بخوف عمر من أن يكشف حذيفة أنه كان ضمن أصحاب العقبة فسأل حذيفة عمّا إذا كان عرفهم عندما أمره النبي (صلى الله عليه واله وسلم) أن يذهب ويرى من هم.
وكان عمر بن الخطاب يقول لحذيفة: أنشُدك الله، هل سمّاني لك رسول الله ﷺ؟ يعني في المنافقين فيقول: لا، ولا أزكّي بعدك أحدًا (٣).
فسمعتُ شيخنا -ابن تيمية- (٤) يقول: ليس مراده أنّي لا أبرّئ غيرك من النفاق، بل المراد: لا أفتح عليّ هذا الباب، فكلّ من سألني: هل سمّاني لك رسول الله- ﷺ؟ فأزكيه.
الهامش:(٣) ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٣/ ٤٢) وقال: "رواه البزار ورجاله ثقات".
(٤) يعني شيخ الإِسلام ابن تيمية. وفي س: "﵁". وفي ل، ز: "شيخنا يقول".
كتاب الداء والدواء-إبن قيم الجوزية-ص97
هل حذيفة برَّأ عمر بن الخطاب؟
كان حذيفة دائمًا يرفض الإجابة، وكان يقول: “لا أزكي بعدك”.
ومعناه، كما أوضح ابن تيمية، أن حذيفة كان يزكي الجميع لتجنب فتح باب الخطر على نفسه. وبالطبع، لم يكن من المعقول أن يخبر الناس في أيام خلافة عمر بانه خليفتهم كان مشتركًا في محاولة قتل النبي ، لذلك كان يتجنب الإجابة تمامًا لكي لايقتله عمر كما قتل سعد بن عبادة وقال الجن قتلته!
وكان عمر بن الخطاب يقول لحذيفة: أنشُدك الله، هل سمّاني لك رسول الله ﷺ؟ يعني في المنافقين فيقول: لا، ولا أزكّي بعدك أحدًا (٣).
فسمعتُ شيخنا -ابن تيمية- (٤) يقول: ليس مراده أنّي لا أبرّئ غيرك من النفاق، بل المراد: لا أفتح عليّ هذا الباب، فكلّ من سألني: هل سمّاني لك رسول الله- ﷺ؟ فأزكيه.
الهامش:(٣) ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٣/ ٤٢) وقال: "رواه البزار ورجاله ثقات".
(٤) يعني شيخ الإِسلام ابن تيمية. وفي س: "﵁". وفي ل، ز: "شيخنا يقول".
كتاب الداء والدواء-إبن قيم الجوزية-ص97
عمر يبكي على منافق
قد أمر النبي حذيفة أن لا يصلي على المنافقين ونرى الان مره أخرى الحديث التالي وتم طمس إسم المنافق بقول “فلان” وفيه مره أخرى عمر يسأل حذيفة هل هو منافق!؟ وكأنه يشك في تبشير النبي له بالجنة كما يقال عنه و لكن العجيب هنا عندما علم عمر بأن صاحبه الميت منافق أخذت عيونه تهل بالدموع (جادتا)! ولا أستبعد بأن فلان الميت هذا هو أبوبكر وقد تم طمس أسمه.
فقال حذيفة رضي الله عنه: مر بي عمر بن الخطاب وأنا جالس في المسجد، فقال لي: يا حذيفة، إن فلاناً قد مات، فاشهد، ثم مضى حتى إذا كاد أن يخرج من المسجد التفت إلي فرآني وأنا جالس، فعرف، فرجع إلي، فقال: يا حذيفة: أنشدك بالله، أمن القوم أنا؟ قلت: اللهم لا، ولن أبرئ أحداً بعدك، قال حذيفة: فرأيت عيني عمر جادتا (١).
الهامش:(١) رواه ابن أبي شيبة / المصنف ٧/ ٤٨١، الفسوي / المعرفة والتاريخ ٢/ ٧٦٩، وكيع / الزهد ٣/ ٧٩١، الخرائطي / مساوئ الأخلاق ص ١٤٤، ١٤٥، وإسناده عند وكيع متصل ورجاله ثقات. قال: حدّثنا ابن أبي خالد، قال: سمعت زيد بن وهب الجهني عن حذيفة، فالأثر صحيح.".
ص420-دراسة نقدية في المرويات الواردة في شخصية عمر بن الخطاب وسياسته الإدارية- تأليف عبد السلام بن محسن آل عيسى
ماسبب محاولة قتل النبـــــي؟
يذكر أهل البيت عليهم السلام، ومنهم الإمام الحسن العسكري، القصة بتفاصيلها، موضحين سبب رغبة بعض الصحابة في قتل النبي (صلى الله عليه واله وسلم). فقد كان الدافع وراء ذلك خوفهم من أن ينصّب النبي الإمام علي خليفة بعد عودته من غزوة تبوك. إذ إنهم سمعوا النبي يقول للإمام علي، عندما استخلفه في المدينة قبل خروجه، القول المشهور المعروف.
أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَرَجَ إلى تَبُوكَ، واسْتَخْلَفَ عَلِيًّا، فَقَالَ: أتُخَلِّفُنِي في الصِّبْيَانِ والنِّسَاءِ؟ قَالَ: ألَا تَرْضَى أنْ تَكُونَ مِنِّي بمَنْزِلَةِ هَارُونَ، مِن مُوسَى إلَّا أنَّه ليسَ نَبِيٌّ بَعْدِي،
الراوي : سعد بن أبي وقاص | المصدر : صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم : 4416
هذا الموقف أثار في نفوس بعض الصحابة قلقًا شديدًا، فدفعهم إلى محاولة قتل النبي(صلى الله عليه واله وسلم)، بل وحتى التفكير في التخلص من الإمام علي(عليه السلام)، كما ورد في الرواية المفصّلة عن الإمام العسكري(عليه السلام). كل ذلك كان بدافع الحسد والخوف.
قال أبو محمد الحسن العسكري عليه السلام:
لقد رامت الفجرة ليلة العقبة قتل رسول الله صلى الله عليه وآله على العقبة ، ورام من بقي من مردة المنافقين بالمدينة قتل علي بن أبي طالب عليه السلام فما قدروا على مغالبة ربهم، حملهم على ذلك حسدهم لرسول الله صلى الله عليه وآله في علي عليه السلام لما فخم من أمره وعظم من شأنه:
من ذلك أنه لما خرج النبي صلى الله عليه وآله من المدينة وقد كان خلفه عليها وقال له: إن جبرئيل أتاني وقال لي: يا محمد إن العلي الأعلى يقرأ عليك السلام ويقول لك: يا محمد إما أن تخرج أنت ويقيم علي أو تقيم أنت ويخرج علي لا بد من ذلك، فإن عليا قد ندبته لإحدى اثنتين لا يعلم أحد كنه جلال من أطاعني فيهما وعظيم ثوابه غيري، فلما خلفه أكثر المنافقون الطعن فيه فقالوا: مله وسئمه وكره صحبته، فتبعه علي عليه السلام حتى لحقه وقد وجد غما شديدا عما قالوا فيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما أشخصك يا علي عن مركزك؟ فقال:
بلغني عن الناس كذا وكذا.
فقال له: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي؟ فانصرف علي إلى موضعه فدبروا عليه أن يقتلوه...
إلى أخر الرواية
الراوي : سعد بن أبي وقاص | المصدر : صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم : 4416