
رسول الله يوصي عثمان بن عفان بالصبر اثناء هجوم الدار
من أكثر الإشكالات جدلا حول قضية هجوم الدار على بيت النبوة هي وصية رسول الله -صلى الله عليه واله وسلم- للأمام علي -عليه السلام- بالصبر على مصيبة هجوم الدار , ونرى الناصبة دائما يطعنون في الوصية ويزيدون تدليس وأقوال لم ترد أبدا في الوصية ! كقولهم بأن رسول الله أمر بالأمام علي -صلى الله عليهما والهما وسلم- بأن لا يدافع عن السيدة فاطمة -عليها السلام- تحت أي شرط وظرف وغيرها من الأكاذيب التي لم ترد في الوصية.
رسول الله يوصي عثمان بن عفان بالصبر اثناء هجوم الدار
(1
ولكن الناصبة نراهم في هجوم الدار على عثمان بن عفان يطنطنون ويمدحون عثمان بن عفان كما مدح ابن تيمية عثمان على صبره بأنه لم يدافع عن زوجاته وصبر على ضربهم امام عينه والأعظم من هذا كله وجود وصية ملفقه على رسول الله -صلى الله عليه واله وسلم – يقال بأن النبي أوصى عثمان بأن لا يدافع عن نفسه وأهله ! والناصبة من اهل السنة يتقبلون هذه الوصية بكل صدر رحب.
٢٤٢٥٣ - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسٌ، عَنْ أَبِي سَهْلَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ادْعُوا لِي بَعضَ أَصْحَابِي "، قُلْتُ: أَبُو بَكْرٍ؟ قَالَ: " لَا ". قُلْتُ: عُمَرُ؟ قَالَ: " لَا ". قُلْتُ: ابْنُ عَمِّكَ عَلِيٌّ؟ قَالَ: " لَا ". قَالَتْ: قُلْتُ: عُثْمَانُ؟ قَالَ: " نَعَمْ "، فَلَمَّا جَاءَ، قَالَ: " تَنَحَّيْ ". فَجَعَلَ يُسَارُّهُ، وَلَوْنُ عُثْمَانَ يَتَغَيَّرُ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الدَّارِ وَحُصِرَ فِيهَا، قُلْنَا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَلَا تُقَاتِلُ؟ قَالَ: " لَا، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهِدَ إِلَيَّ عَهْدًا، وَإِنِّي صَابِرٌ نَفْسِي عَلَيْهِ (٢)
(٢) حديث صحيح. أبو سهلة وهو مولى عثمان بن عفان، ورقة العجلي، والحافظ في "التقريب" وذكره ابن حبان في "الثقات"، وصحح حديثه الترمذي والحاكم وابن حبان وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وصية رسول الله للأمام علي
(2
وصية رسول الله للأمام علي -صلى الله عليهما وآلهما وسلم- لم تنص أبدًا على السكوت المطلق وعدم التدخل والدفاع، حتى لو توفرت أدوات النصرة، كما وصية عثمان الذي عُرضت عليه النصرة ولكنه رفض وبقي متفرجًا على ضرب زوجاته أمامه بحجة وصية مكذوبة! فالوصية عند الشيعة للأمام علي -عليه السلام- كانت منشقة إلى فرعين:
- إذا وجد الإمام علي 40 رجلًا يقاتل بهم، يوجب عليه حينها القيام بتكوين جيش وعدم الجلوس.
- إذا لم يجد أنصارًا، فسوف يترك حمل السيف ويحقن دمه ويصبر كما صبر هارون أخا موسى.
وبسبب قلة أنصار الإمام علي وتخلفهم عن نصرته، حيث لم ينصره بالسيف إلا 3 أشخاص من الصحابة، لم يكن هناك خيار أمام الإمام إلا أن يلتزم بالوصية الثانية وهي الصبر وحقن الدماء. ولكن على الرغم من ذلك، فالإمام لم يسكت ويبقى متفرجًا على ضرب سيدة الكون كما فعل عثمان لزوجاته! فقد ضرب وجاهدهم بيده ولسانه وأنكر عليهم ما فعلوه، فالوصية تقيد الإمام بعدم رفع السيف وتكوين جيش فقط، وليس التقيد بالكلام أو الدفاع باليد.
فالإمام علي -عليه السلام- مشى على خطى رسول الله في طول دعوته، فقد كف عن قتال الكفار وحقن دمه ودم أصحابه القلة بسبب قلة الناصر وعدم القدرة على جمع جيش ضدهم، فلم يرفع عليهم السلاح ولكنه كان يستمر بمجاهدة الكفار بلسانه طوال 15 سنة إلى أن وجد الناصر فرفع سيفه عليهم.
155 - أخبرنا ابن أبي جيد، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن أبي القاسم البرقي، عن محمد بن علي أبي سمينة الكوفي، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر ، عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس الهلالي، عن جابر بن عبد الله الأنصاري، عن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في وصيته لأمير المؤمنين عليه السلام: يا علي إن قريشا ستظاهر عليك، وتجتمع كلمتهم على ظلمك وقهرك، فإن وجدت أعوانا فجاهدهم، وإن لم تجد أعوانا فكف يدك واحقن دمك، فإن الشهادة من ورائك لعن الله قاتلك .يا علي إن قريشا ستظاهر عليك، وتجتمع كلمتهم على ظلمك وقهرك، فإن وجدت أعوانا فجاهدهم، وإن لم تجد أعوانا فكف يدك واحقن دمك، فإن الشهادة من ورائك لعن الله قاتلك (7).
(٧) عنه البحار: ٨ / ١٤٩ (ط الحجر) وإثبات الهداة: ١ / ٢٩٥ ح ١٩٦ ومستدرك الوسائل:
شرط تطبيق وصية القتال هو وجود أربعين رجلا
(3
يا بن قيس، أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، إني لو وجدت يوم بويع أخو تيم - الذي عيرتني بدخولي في بيعته - أربعين رجلا كلهم على مثل بصيرة الأربعة الذين قد وجدت لما كففت يدي ولناهضت القوم، ولكن لم أجد خامسا فأمسكت. قال الأشعث: فمن الأربعة، يا أمير المؤمنين؟ قال عليه السلام: سلمان وأبو ذر والمقداد والزبير بن صفية قبل نكثه بيعتي
تخلف الصحابة عن النصرة
(4
و كان خالد بن سعيد غائبا، فقدم فأتى عليا فقال: هلم أبايعك، فو الله ما في الناس أحد أولى بمقام محمد منك. و اجتمع جماعة إلى علي بن أبي طالب يدعونه إلى البيعة له، فقال لهم: اغدوا على هذا محلقين الرؤوس. فلم يغد عليه إلا ثلاثة نفر.
خطى علي كخطى محمد
(5
فلم يكن أمام الإمام علي -عليه السلام- خيار آخر إلا أن يحقن دمه. فبسبب تخلف الصحابة عن نصرته، لم يعد بالإمكان تطبيق الوصية الأولى، وهي تكوين جيش. وحينها تمسك بوصية رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- الثانية، وهي: (فإن وجدت أعوانًا عليهم، فجاهدهم وقاتل من خالفك بمن وافقك. فإن لم تجد أعوانًا، فاصبر وكف يدك، ولا تلقِ بيدك إلى التهلكة) فكف الإمام علي -عليه السلام- يده عن رفع السلاح، ولكن صوت الحق لا يزال يتعالى. فعدم وجود أنصار للقتال لا يعني السكوت، أو حتى عدم الدفاع باليد، كما فعل الإمام علي -عليه السلام- حين قام بضرب ابن صهاك في هجوم الدار. فالوصية مختصة بتكوين جيش وقيام حرب، مثل حرب صفين والجمل. فالإمام علي -عليه السلام- مشى على خطى رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- في مجاهدة كفار قريش قرابة 14 سنة بالكلمة والصوت، ولكنه كف يده عن رفع السيف لأنه لم يكن لديه أنصار كثر. ولكن ما إن كثر الأنصار، كوّن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- جيشًا وحارب بهم في بدر وأُحد وخيبر وغيرها من الحروب، تمامًا مثل الإمام علي -عليه السلام-، الذي عندما وجد أعوانًا استطاع محاربة القاسطين والمارقين والناكثين. ولو وجد أنصارًا يوم السقيفة، لأقام خيبر على رؤوس يهود هذه الأمة.
5 - حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه قال: حدثنا أبو سعيد الحسن بن علي العدوي قال: حدثنا الهيثم بن عبد الله الرماني قال: سألت علي بن موسى الرضا عليه السلام فقلت له يا بن رسول الله أخبرني عن علي بن أبي طالب لم لم يجاهد أعدائه خمسا وعشرين سنة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ثم جاهد في أيام ولايته؟ فقال لأنه اقتدى برسول الله صلى الله عليه وآله في تركه جهاد المشركين بمكة ثلاثة عشرة سنة بعد النبوة، وبالمدينة تسعة عشر شهرا، وذلك لقله أعوانه عليهم وكذلك علي عليه السلام ترك مجاهدة أعدائه لقله أعوانه عليهم، فلما لم تبطل نبوة رسول الله صلى الله عليه وآله مع تركه الجهاد ثلاثة عشر سنة وتسعة عشر شهرا كذلك لم تبطل إمامة علي عليه السلام مع تركه الجهاد خمسا وعشرين سنة إذ كانت العلة المانعة لهما من الجهاد واحدة.
فوثب علي بن أبي طالب (عليه السلام) فأخذ بتلابيب عمر ثم هزه فصرعه ووجأ أنفه ورقبته، وهم بقتله، فذكر قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وما أوصى به من الصبر و الطاعة، فقال: والذي كرم محمدا (صلى الله عليه وآله) بالنبوة يا ابن صهاك، لولا كتاب من الله سبق لعلمت أنك لا تدخل بيتي، فأرسل عمر يستغيث فأقبل الناس حتى دخلوا الدار وسل خالد بن الوليد السيف ليضرب به عليا (عليه السلام) فحمل علي (عليه السلام) بسيفه، فأقسم على علي فكف، وأقبل المقداد وسلمان وأبو ذر وعمار وبريدة الأسلمي حتى دخلوا الدار أعوانا لعلي (عليه السلام) حتى كادت تقع فتنة.

نظر رسول الله -صلى الله عليه واله وسلم – الى الامام علي والسيدة فاطمة والامام الحسن والحسين عليهم السلام وقال
اِنّي سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ اِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ
