
قتلني أبي بكر وعمر
فأتاه سهم محدد مسموم له ثلاث شعب، فوقع السهم في قلبه فقال الحسين عليه السلام:
يا رسول الله قتلني أبابكر و عمر
" بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله "
ورفع رأسه إلى السماء وقال:
إلهي إنك تعلم أنهم يقتلون رجلا ليس على وجه الأرض ابن نبي غيره،
ثم أخذ السهم فأخرجه من قفاه فانبعث الدم كالميزاب، فوضع يده على الجرح فلما امتلأت رمى به إلى السماء، فما رجع من ذلك الدم قطرة، وما عرفت الحمرة في السماء حتى رمى الحسين بدمه إلى السماء، ثم وضع يده ثانيا فلما امتلأت لطخ بها رأسه ولحيته، وقال:
هكذا أكون حتى ألقى جدي رسول الله وأنا مخضوب بدمي وأقول:
مصدر سني:مقتل الحسين للخوارزمي-ج2-ص34
حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ بنِ حُنَيْنٍ ،
عَنِ الحُسَيْنِ، قَالَ:
صَعِدتُ المِنْبَرَ إِلَى عُمَرَ، فَقُلْتُ: انزِلْ عَنْ مِنْبَرِ أَبِي، وَاذْهَبْ إِلَى مِنْبَرِ أَبِيْكَ.
فَقَالَ: إِنَّ أَبِي لَمْ يَكُنْ لَهُ مِنْبَرٌ!
فَأَقْعَدَنِي مَعَهُ، فَلَمَّا نَزَلَ، قَالَ: أَيْ بُنَيَّ! مَنْ علَّمَكَ هَذَا؟
قُلْتُ: مَا عَلَّمَنِيْهِ أَحَدٌ.
قَالَ: أَيْ بُنَيَّ! وَهَلْ أَنْبتَ عَلَى رُؤُوْسِنَا الشَّعْرَ إِلاَّ اللهُ ثُمَّ أَنْتُم!
وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ، وَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ! لَوْ جَعَلْتَ تَأْتِينَا وَتَغْشَانَا (٢) .
إِسْنَادُه صَحِيْحٌ.
(٢) أخرجه الخطيب في " تاريخه " ١ / ١٤١، وذكره الحافظ في " الإصابة " ١ / ٣٣٣، وصحح إسناده.
مصدر سني:سير أعلام النبلاء-الذهبي-ج3-ص285
ورووا عنه عليه السلام، وسأله رجل عن أبي بكر وعمر؟ فقال:
والله لقد ضيعانا، وذهبا بحقنا، وجلسا مجلسا كنا أحق به منهما، ووطئا على أعناقنا، وحملا الناس على رقابنا.
تقريب المعارف - أبو الصلاح الحلبي - الصفحة ٢٤٣
ورووا عن المنذر الثوري قال: سمعت الحسين بن علي عليهما السلام يقول:
إن أبا بكر وعمر عمدا إلى الأمر وهو لنا كله، فجعلا لنا فيه سهما كسهم الجدة، أما والله لتهمز بهما أنفسما يوم يطلب الناس فيه شفاعتنا.
تقريب المعارف - أبو الصلاح الحلبي - الصفحة ٢٤٣