ماهيا عقيدة أهل الكوفة الذين كاتبوا الإمام الحسين عليه السلام ؟

ماهيا عقيدة أهل الكوفة الذين كاتبوا الإمام الحسين عليه السلام؟

وكما توقفنا في البحث السابق , توصلنا إلى إن أهل الكوفة كلها نواصب مع أقلية شيعية وإن الأكثرية الناصبية شاركت الاقلية الشيعة بكتابة الرسائل للإمام الحسين عليه السلام وحرضته للقدوم للكوفة لدوافع خفية يقف وراءها بني أمية ,فمعاوية كان يخطط لقتل الإمام الحسين على يد أهل العراق كما قتل الإمام علي , فكان ينسق ويخطط مع خوارج الكوفة للكيد بالإمام الحسين .

كما قال معاوية في وصيته ليزيد عن الإمام الحسين عليه السلام:

فإن يكن منه شئ فإني أرجو أن يكفيكه الله بمن قتل أباه وخذل أخاه.

البداية والنهاية - ابن كثير - ج ٨ - الصفحة ١٧٥

عرض الحسين (عليه السلام) على أهله ومن معه أن يتفرقوا عنه ويجعلوا الليل جملا، وقال:إنما القوم يطلبونني وقد وجدوني،

وما كانت كُتب مَن كَتب إلي فيما أظن إلا مكيدة لي وتقربا إلى ابن معاوية بي.

أنساب الأشراف للبلاذري ج 3 ص 185 || وموسوعة كلمات الإمام الحسين ص 397

بعض أسماء الأشخاص الذين كاتبوا الإمام الحسين (عليه السلام)

(1

شيعة

  1. حبيب بن مظاهر “صحابي”
  2. سليمان بن صرد “صحابي”
  3. المسيب بن نجبة
  4. رفاعة بن شداد
  5. هانئ بن هانئ السبيعي
  6. هانئ بن عروة المرادي
  7. سعيد الحنفي
  8. عبد الرحمن الأرحبي

نواصب

  1. شبث بن ربعي
  2. حجار بن أبجر
  3. قيس بن الأشعث “ابن صحابي”
  4. يزيد بن الحارث
  5. عمرو بن الحجاج الزبيدي “صحابي”
  6. عزرة بن قيس الأحمسي
  7. عمرو بن حريث بن عمرو “صحابي”
  8. محمد بن عمرو التيمي

ملاحضة:هناك عدد أكبر غير هذه الأسماء ولكن ذكرنا الأشهر

عدد رسائل

(2

 ذكر بعض المؤرخين أنّ عدد الرسائل كان 150 رسالة، تتعلق كل رسالة بشخص أو شخصين أو أربعة. بينما ذكر بعض العلماء العدد التالي من رسائل أهل الكوفة:

  1. ذكر الطبري أنّ عدد هذه الرسائل كان 53 .
  2. اعتبرها البلاذري 50 رسالة .
  3. جاء في كتاب اللهوف للسيد ابن طاووس أن عدد الذين كتبوا الرسائل كان اثني عشر ألف نفر، لكن كان كل بضعة نفر منهم يوقّعون على إحداها .
  4. يؤيده الشيخ عباس القمي الذي يرى أنّ رسائل الكوفيين كانت اثنتي عشرة ألفاً .

تعريف الشخصيات اللتي راسلت الإمام

(3

سوف نذكر تعريف بسيط فقط للذين ناشدهم الإمام الحسين (عليه السلام) في كربلاء , لنرى هل هؤلاء كانوا شيعة؟ أم إنهم نواصب ؟

قام الإمام الحسين (عليه السلام) مناديا في كربلاء

يا شبث بن ربعي ويا حجار بن أبجر ويا قيس ابن الأشعث ويا يزيد بن الحارث ألم تكتبوا إلي أن قد أينعت الثمار وأخضر الجناب وطمت الجمام وإنما تقدم على جندك لك مجند فأقبل. قالوا له: لم نفعل . فقال: سبحان الله بلى والله لقد فعلتم .

البداية والنهاية - ابن كثير - ج ٨ - الصفحة ١٧٥

شبث بن ربعي

زمن النبي صلى الله عليه واله

من أكثر الناس تقلبا في التاريخ ,شبث شيخ مضر وأهل الكوفة في أيامه. جاهلي من بادية العراق، أدرك عصر النبوة، قال عنه ابن أعثم: «شبث من أشراف بني تميم، وكان جاهليا إسلاميا فارسا، لا يدفع عن حسب ولا شرف، بطلا شجاعا»(1).

زمن أبو بكر

بعد شهادة النبي كفر و اتبع “سَجاح اليربوعية” المُدَّعية للنبوة ، فكان المؤذِّن لها، ثم عاد إلى الإسلام بإسلامها.(2)

زمن عمر

ولما آلت الخلافة لعمر بن الخطاب , عفى عمر عن المرتدين وشارك شبث في الفتوحات الاسلامية.(3)

زمن عثمان

في خلافة عثمان , ثار شبث على عثمان بن عفان وكان أول من أعان على قتل عثمان،(4)

زمن أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام

أيد عائشة في نزاعها مع الإمام علي، وكان ممن اعتزل حرب الجمل مع أبو موسى الأشعري(5) قاتل في صفين مع الإمام علي وبعدها التحق بالخوارج بعد التحكيم(6) ولكن تراجع.

زمن معاوية

شارك شبث في قتل الشيعة ففي خلافة معاوية كان إلى جنب ابن الأشعث وشمر بن ذي الجوشن ممّن شهِدوا على حجر بن عدي وأصحابة بالكفر وخلْع الطاعة (7)ومفارقة الجماعة لتشيعة للإمام علي عليه السلام ومعارضته لمعاوية.

زمن يزيد

كان ممن كاتب الإمام الحسين للقدوم(8) ولكن غدر بسفير الامام مسلم بن عقيل وتعاون مع ابن زياد في قتاله (9).التحق في كربلاء بجيش يزيد وشارك في قتل الإمام (10) حارب المختار الثقفي وشارك في قتله(11)

حجار بن أبجر

زمن النبي صلى الله عليه واله

وهو من كبار قبيلة بكر بن وائل. وكان نصرانيا في زمن النبي. وولد حجّار وهو ابن زنا، على غير فراش ابيه، وامه سلوى بنت سلول من قبيلة تيم الرباب، صاحبة علم في العهر والزنا (1) ويصفه ابـن نما الحلي في كتابه” ذوب النضار”، انه كان رجل فاسقاً متجاهراً بالمعاصي.

زمن عمر

أسلم حجار في زمن عمر وأمتنع والده أبجر عن الإسلام ومات كافر نصرانيا في زمن خلافة الإمام علي(2)

زمن معاوية

شارك حجار في قتل الشيعة ففي خلافة معاوية كان إلى جنب شمر بن ذي الجوشن ممّن شهِدوا على حجر بن عدي وأصحابة بالكفر وخلْع الطاعة (3)ومفارقة الجماعة لتشيعة للإمام علي عليه السلام ومعارضته لمعاوية.

زمن يزيد

كان حجار أحد الذين كاتبوا الإمام الحسين عليه السلام يدعونه إلى الكوفة،[4] لكن بعد أن استولى عبيد الله بن زياد على الكوفة قام حجار بتفرقة الناس من حول مسلم بن عقيل الذي كان سفير الإمام الحسين عليه السلام إلى الكوفيين.[5] وفي واقعة الطف بعثه ابن زياد مع ألف مقاتل؛ ليلتحق بجيش عمر بن سعد في محاربة الحسين بن علي.[6] وفي يوم عاشوراء خاطب الإمام الحسين بعض من كاتبوه، ومنهم حجار بن أبجر.[7] وكان حجار من ضمن من طارده المختار الثقفي لقتله.

قيس ابن الأشعث

تعريف

ابن الصحابي الأشعث الكندي زعيم قبيلة كندة . امه هيا أم فروة أخت الخليفة الأول أبوبكر لدى النواصب. وأبوه الأشعث الكندي كان من المرتدين بعد شهادة النبي صلى الله عليه واله ورجع إلى الاسلام بعد أن شرط على أبوبكر أن يتزوج أخته أم فروة,(1) وكان الأشعث أيضا من الخوارج ومن الذين زعزعوا صفوف جيش الإمام علي عليه السلام في صفين .قيس أخته هيا جعدة قاتلة الإمام الحسن عليه السلام بالسم . واخوه محمد شارك أيضا في قتل الإمام الحسين عليه السلام.

جرمه

 وشارك قيس بإرسال رسائل للإمام الحسين عليه السلام للقدوم إلى الكوفة ومن بعدها غدر به والقى القبض على سفير الإمام مسلم بن عقيل وشارك في كربلاء في قتل الإمام , وكان ممن نادهم الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء . وبحسب المصادر فإنّ قيساً سلب رداء الإمام الحسين في واقعة الطفّ، ومن هنا لُقّب بـ قيس قطيفة.(2) ويذكر ابن الجوزي بأنّه سلب عمامة الإمام،(3) وروى أيضاً أنه كان ممن حمل رؤوس الشهداء إلى ابن زياد.(4) قتل قيس في النهاية على يد المختار الثقفي.

فقيس كان من عائلة ناصبية متزعزه الإيمان وقال الإمام الصادق عليه السلام عن افراد عائلته:

“ إن الأشعث بن قيس شرك في دم أمير المؤمنين، وابنته جعدة سمت الحسن، ومحمد ابنه شرك في دم الحسين عليهم السلام”

الكافي (الروضة) ج 8 ص 167.

يزيد بن الحارث الشيباني

تعريف

لم يذكر له ذكر كثير في التاريخ غير ماذكر بأنه أرسل للإمام الحسين عليه السلام مخادعا له يقدم الكوفة ومن ثم غدربه وشارك في قتل سفير الإمام وفي قتل الإمام حيث انطلق إلى كربلاء على رأس ألف مقاتل(1).

جرمه

بعد موت يزيد بن معاوية أصبح يزيد بن الحارث ممن خالفوا إمارة عبيد الله بن زياد على الكوفة.[2] وبعد أن دخلت الكوفة في بيعة عبد الله بن الزبير، أصبح يزيد من قادة الوالي الزبيري ابن مطيع، فعندما قام المختار الثقفي حاربه يزيد،[3] ثم التحق بـمصعب بن الزبير، فولّاه المدائن،[4] ثم الريّ،[5] وبحسب رواية أخرى عبد الملك بن المروان هو الذي ولّاه الريّ.[6]فقتل بها سنة 68 على يد الخوارج.

إستنتاج

(4

والآن، وبعد أن استعرضنا سيرة كل هؤلاء،

هل من المعقول أن يُقال عنهم إنهم شيعة!؟

فهم ليسوا إلا كومة من الحثالة في كل حقبة من الزمان، يغيّرون معتقدهم وفقًا لمصالحهم؛ مرة مع بني أمية، ومرة مع بني هاشم، ومرة يكفرون بالدين كله، كأمثال شبث!

فأهل الكوفة، كما يوضح في كلام الإمام الحسين عليه السلام، كان شيوخهم من أهل المصالح؛ فرأوا حينها أن مصلحتهم في التعاون مع بني أمية، فأرسلوا له الرسائل، ثم غدروا به وقتلوه. ولكن نراهم بعد ذلك تروكوا بنو امية واتجهوا لنصرة الزبيريين!

فهؤلاء لا يمكننا حتى أن نقول إنهم من أتباع بني أمية، فكل يوم ينصرون شخص مختلف

فهؤلاء لا دين لهم ولا مذهب.

في البحث القادم سوف نتطرق إلى

تعاون معاوية مع أهل الكوفة لقتل الإمام الحسين

مع نبذة بسيطة في كيف تعاونوا أهل الكوفة سابقا مع معاوية في قتل الإمام علي والغدر بالامام الحسن.

مصادر تعريف كل شخصية

شبث بن ربعي

  1. كتاب الفتوح – أحمد بن أعثم الكوفي – ج ٦ – الصفحة ٢٦٠.
  2. البلاذري، أنساب‌ الأشراف، ج 12، ص || ابن‌ كثير، البداية والنهاية، ج 5، ص 51 163.
  3. التاريخ – الطبري – ج ٣ – الصفحة ٤٦٤.
  4. الثقات – العجلي – ج ١ – الصفحة ٢١٤.
  5. تاريخ الطبري – الطبري – ج ٣ – الصفحة ٤٩٨.
  6. ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 3، ص 326.
  7. الطبري، التاريخ، ج 5، ص 269.||البلاذري، أنساب‌ الأشراف، ج 4، ص 254.
  8. ابن الأثير، الكامل في التاريخ.
  9. الدينوري، الأخبار الطوال، ص 239.
  10. ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 4، ص 62.
  11. ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 4، ص 271.

حجار بن أبجر

  1. ابن الفطاح في “كتاب البيوتات”، والوزير المغربي في كتابه “الإيناس بعلم الأنساب”.
  2. ابن حجر العسقلاني، الإصابة، ج2، ص103 || تاريخ الطبري، ج5، ص146.
  3. البلاذري، أنساب الأشراف، ج5، ص255 || تاريخ الطبري، ج5، ص270.
  4. الدينوري، الأخبار الطوال، ص229 || البلاذري، أنساب الأشراف، ج3، ص158 || ابن أعثم، الفتوح، ج2، ص30.
  5. الدينوري، الأخبار الطوال، ص239 || الشيخ المفيد، الإرشاد، ج2، ص52 || ابن الأثير، الكامل، ج4، ص31 || تاريخ الطبري، ج5، ص369.
  6. البلاذري، ج3، ص178 || الدينوري، الأخبار الطوال، ص254.
  7. البلاذري، أنساب الأشراف، ج3، ص188 || الشيخ المفيد، الإرشاد، ج2، ص98.

قيس ابن الأشعث

  1. ابن عبد البر، الاستيعاب، ج4، ص1950.
  2. ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج4، ص78.
  3. ابن الجوزي، المنتظم، ج5، ص341.
  4. البلاذري، أنساب الأشراف، ج3، ص207 || الطبري، تاريخ الطبري، ج5، ص468.

يزيد بن الحارث

  1. البلاذري، أنساب الأشراف، ج3، ص179.
  2. الطبري، تاريخ الطبري، ج5، ص524.
  3. ابن الأثير، الكامل، ج4، ص221–223؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج6، ص26؛ ابن أعثم، الفتوح، ج6، ص232؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج6، ص398.
  4. اليوسفي، موسوعة التاريخ الإسلامي، ج6، ص429.
  5. الحموي، معجم البلدان، ج4، ص283.
  6. الحموي، معجم البلدان، ج4، ص283.