ماذا فهم الصحابة من حديث الغدير؟

ماذا فهم الصحابة من حديث الغدير؟

كثر الكلام حول معنى حديث الغدير , الشيعة تقر بأن معنى حديث الغدير هو خلافة الإمام علي (عليه السلام) وأما المخالفين يقولون بأن معنى حديث الغدير ليس إلا أمر النبي(صلى الله عليه واله وسلم) بحب الإمام علي (عليه السلام) .ولكن ماذا فهم الصحابة والتابعين من حديث الغدير؟ هل الخلافة أم المحبة؟

إن كان حديث الغدير يُفهم على أنه مجرد محبة، فلماذا أبدى الناس التعجّب عند سماعه؟

(1

من الدلائل الواضحة على أن معنى حديث الغدير هو الخلافة، وليس المحبة، هي ردّة فعل التابعين و الصحابة عند سماعهم للحديث والتي تدلّ على تعجّبهم الشديد؛ إذ لو كان المقصود به المحبة ، فأين وجه العجب في أن يأمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بحبّ ابن عمّه، وزوج ابنته، وأحد أقرب الناس إليه كالإمام علي (عليه السلام)؟ لكن ردّة فعل التابعين تكشف أن للحديث معنى أعمق يتعلّق بالخلافة.

١٩٣٠٢ - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَأَبُو نُعَيْمٍ الْمَعْنَى، قَالَا: حَدَّثَنَا- فِطْرٌ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ: جَمَعَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ النَّاسَ فِي الرَّحَبَةِ، ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: أَنْشُدُ اللَّهَ كُلَّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ مَا سَمِعَ، لَمَّا قَامَ فَقَامَ ثَلَاثُونَ مِنَ النَّاسِ، وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: فَقَامَ نَاسٌ كَثِيرٌ فَشَهِدُوا حِينَ أَخَذَهُ بِيَدِهِ، فَقَالَ لِلنَّاسِ: «أَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ؟» قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَهَذَا مَوْلَاهُ، اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ» قَالَ: فَخَرَجْتُ وَكَأَنَّ فِي نَفْسِي شَيْئًا، فَلَقِيتُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ فَقُلْتُ لَهُ: إِنِّي سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: كَذَا وَكَذَا، قَالَ: فَمَا تُنْكِرُ؟ قَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ذَلِكَ لَهُ

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين

کتاب : مسند أحمد مؤلف : أحمد بن حنبل مجلد : 32 صفحه : 55

دعاء الإمام علي على أنس بن مالك وأصابته بالبرص

(2


الصحابي أنس بن مالك أُصيب بالبرص، وقد اشتهر سبب إصابته كما نقله ابن قتيبة، أن الإمام علي (عليه السلام) دعا عليه بذلك لأنه كتم حديث الغدير، فاستُجيبت دعوته. وهنا يبرز السؤال المهم: لماذا يكتم أنس بن مالك حديث الغدير؟ أليس – كما يزعم النواصب – حديثًا عاديًا لا يدل إلا على المحبة؟ فما الذي يدعو إلى كتمانه، إن هذا التكتم الشديد على الحديث لا ينسجم أبدًا مع كونه مجرد دعوة للمحبة، بل يدل على أن فيه مضمونًا أعظم، يتصل بالخلافة ، وهو ما أثار الحرج والتكتم عند بعض الصحابة وخاصتا المائلين لاصحاب السقيقة كمثل أنس.

انس بن مالك كان بوجهه برص. وذكر قوم، أن «عليا» - رضى الله عنه- سأله عن قول رسول الله- صلّى الله عليه وسلم-: اللَّهمّ وال من والاه، وعاد من عاداه؟ فقال: كبرت سنّى ونسيت.
فقال له علي- رضى الله عنه- إن كنت كاذبا فضربك الله، ببيضاء لا تواريها العمامة.

كتاب المعارف-ابن قتيبة-ج١-ص٥٨٠

وبالطبع – حاول السنة تحريف الكتاب وقالوا إن ابن قتيبة أنكر هذا الكلام، ولكن عندما نرجع إلى المخطوطة نرى النص مكتوبًا من دون إنكار لحقيقة إصابة أنس بالبرص. فقط تعمدوا الكذب على لسان ابن قتيبة لنصرة دينهم. وهذه صورة من مخطوطة كتاب المعارف لابن قتيبة لنفس الصفحة. لذلك نطلب من الإخوة أن يقوموا بالرجوع إلى مخطوطات كتب السنة، لأن أكثر الكتب ذات النسخ الحديثة محرفة أو مبتورة – كما هو الحال في صحيح البخاري وصحيح مسلم.

صحابة كتموا حديث الغدير فأصابتهم دعوة الامام علي عليه السلام

(3


كتم بعض الصحابة حديث الغدير، فأُصيب بعضهم بالعمى أو البرص بدعاء الإمام علي (عليه السلام) عليهم، وقد وقع ذلك في العراق خلال فترة خلافته (عليه السلام)، عندما طلب من الصحابة الذين كانوا معه في العراق أن يشهدوا بصحة حديث الغدير أمام التابعين.

▶٩٦٤ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ الْوَكِيعِيُّ (٢) ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ بْنِ نِزَارٍ الْقَيْسِيُّ (٣) ، حَدَّثَنِي سِمَاكُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْعَبْسِيُّ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، فَحَدَّثَنِي أَنَّهُ شَهِدَ عَلِيًّا فِي الرَّحَبَةِ قَالَ: أَنْشُدُ اللهَ رَجُلًا سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَشَهِدَهُ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ إِلا قَامَ، وَلا يَقُومُ إِلا مَنْ قَدْ رَآهُ، فَقَامَ اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا، فَقَالُوا: قَدْ رَأَيْنَاهُ وَسَمِعْنَاهُ حَيْثُ أَخَذَ بِيَدِهِ يَقُولُ: " اللهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ، وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ، وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ " فَقَامَ إِلا ثَلاثَةٌ لَمْ يَقُومُوا، فَدَعَا عَلَيْهِمْ، فَأَصَابَتْهُمْ دَعْوَتُهُ

حسن لغيره

مسند احمد بن حنبل -ج٢-ص٢٧١

وحديث “حسن لغيره” يحتج به باعتراف أهل السنة لأنه ارتقى إلى مرتبة الحسن لانجباره بتعدد طرقه. شاهد مقطع عثمان الخميس.

نظر رسول الله -صلى الله عليه واله وسلم – الى الامام علي والسيدة فاطمة والامام الحسن والحسين عليهم السلام وقال

اِنّي سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ اِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ​