الأمام الصادق يهدي ملحد إلى الأسلام من خلال بيضة

الأمام الصادق يهدي ملحد للأسلام من خلال بيضة

يشير الإمام الصادق -صلى الله عليه واله وسلم-في هذا الحديث إلى البيضة كمثال على الكون، حيث تتكون البيضة من عدة طبقات متناسقة دون أن يختلط محتواها صفار البيض وبياضه أو يتدخل فيها أحد بالإصلاح أو الإفساد ، ومع ذلك، تتحول إلى كائن حي جميلةٌ الوانه ,كمثل الطاووس دون أي تدخل خارجي، مما يدل على وجود خالق حكيم ومدبر لهذا الكون. فإذا كان شيء بسيط مثل البيضة يشهد بهذا الإتقان، فكيف بالعالم كله؟

فقال له: يا جعفر بن محمد دلني على معبودي ولا تسألني عن اسمي؟ فقال له أبو عبد الله عليه السلام: اجلس وإذا غلام له صغير في كفه بيضة يلعب بها فقال له أبو عبد الله عليه السلام: ناولني يا غلام البيضة فناوله إياها فقال له أبو عبد الله عليه السلام: يا ديصاني: هذا حصن مكنون له جلد غليظ وتحت الجلد الغليظ جلد رقيق وتحت الجلد الرقيق ذهبة مائعة وفضة ذائبة فلا الذهبة المائعة تختلط بالفضة الذائبة ولا الفضة الذائبة تختلط بالذهبة المائعة فهي على حالها لم يخرج منها خارج مصلح فيخبر عن صلاحها ولا دخل فيها مفسد فيخبر عن فسادها لا يدري للذكر خلقت أم للأنثى، تنفلق (1) عن مثل ألوان الطواويس أترى لها مدبرا؟ (2) قال: فأطرق مليا (3) ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأنك إمام وحجة من الله على خلقه وأنا تائب مما كنت فيه.

79-الكافي - الشيخ الكليني - ج ١ - الصفحة ٨٠

42 - باب إثبات حدوث العالم 1 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله، قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، قال: حدثني علي بن منصور، قال: سمعت هشام بن الحكم يقول: دخل أبو شاكر الديصاني (1) على أبي عبد الله عليه السلام فقال له: إنك أحد النجوم الزواهر، وكان آباؤك بدورا بواهر، وأمهاتك عقيلات عباهر، وعنصرك من أكرم العناصر، وإذا ذكر العلماء فبك تثنى الخناصر (2) فخبرني أيها البحر الخضم الزاخر ما الدليل على حدوث العالم؟ (3) فقال أبو عبد الله عليه السلام: نستدل عليه بأقرب الأشياء (4) قال: وما هو؟ قال: فدعا أبو عبد الله عليه السلام ببيضة فوضعها على راحته، فقال: هذا حصن ملموم داخله غرقئ رقيق لطيف (5) به فضة سائلة وذهبة مائعة ثم تنفلق، عن مثل الطاووس، أدخلها شئ؟ (6) فقال: لا، قال: فهذا الدليل على حدوث العالم، قال: أخبرت فأوجزت، وقلت فأحسنت، وقد علمت أنا لا نقبل إلا ما أدركناه بأبصارنا، أو سمعناه بآذاننا، أو شممناه بمناخرنا أو ذقناه بأفواهنا أو لمسناه بأكفنا أو تصور في القلوب بيانا أو استنبطه الرويات (1) إيقانا، قال أبو عبد الله: ذكرت الحواس الخمس وهي لا تنفع شيئا بغير دليل كما لا يقطع الظلمة بغير مصباح (2).

التوحيد - الشيخ الصدوق - الصفحة ٢٩٢