حقائق مجهوله عن المحسن بن علي
المحسن هو ابن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والسيدة فاطمة الزهراء عليهما السلام، وقد ارتبط اسمه بأحداث هجوم الدار، حيث سقط جنينًا من أمه بعد ستة أشهر من الحمل نتيجة ما لحقها من أذى. الكثير يجهل مكانته ويعتد أنه طفلا عاديا ، إلا أنّ الروايات بيّنت خلاف ذلك، بل له منزلة سامية . حتى ورد ذكره في القرآن وفِي الكتب السماوية الأخرى كالتوراة. هذا البحث يستعرض ما ورد في مقامه في تراث أهل البيت عليهم السلام.
عن الإمام الصـــــــــادق عليه السلام:
إذا كان يوم القيامة يدعى محمد (صلى الله عليه واله وسلم) فيكسى حلة وردية.. ثم ينادي مناد من بطنان العرش من قبل رب العزة والأفق الاعلى نعم الأب أبوك يا محمد وهو إبراهيم ونعم الأخ أخوك وهو علي بن أبي طالب عليه السلام ونعم السبطان سبطاك وهما الحسن والحسين
ونعم الجنين جنينك وهو محسن
ونعم الأئمة الراشدون من ذريتك
.
تفسير القــــــــــــــــــمي ، ج ١-ص١٢٨
المحسن من كتب العامة والخاصة
لِمَن يتتبّع الروايات في مصادر الشيعة، وكذلك في كتب النواصب الذين حاولوا إنكار هجوم الدار، يظهر ذكر المحسن عليه السلام واضحًا، كما يتجلّى اسمه منسجمًا مع اسمي أخويه الإمام الحسن والإمام الحسين عليهما السلام، كما في أسماء أبناء نبيّ الله هارون عليهم السلام: شبر، شبير، ومشبر.
وتذكر الروايات أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سمّاه قبل ولادته، في دلالة على منزلته وخصوصيّته.
قال أمير المؤمنيــــــــــــــــــــــــــــــــن عليه السلام :
سمو أولادكم قبل أن يولدوا فأن لم تدروا أذكر أم أنثى فسموهم
بالأسماء التي تكون للذكر والأنثى فإن أسقاطكم إذا لقوكم يوم القيامة ولم تسموهم
يقول السقط لأبيه : ألا سميتني
وقد سمى رسول الله صلى الله عليه وآله محسنا قبل أن يولد.
الكــــــافي-ج6-ص18
ذكر أبن حنبل قول النبي(صلى الله عليه واله) في تسمست أبنائه الإمام الحسن والإمام الحسين والمحسن عليهم السلام:
«أَرُونِي ابْنِي مَا سَمَّيْتُمُوهُ» قُلْتُ-علي بن أبي طالب قال-: حَرْبًا
قَالَ: «هُوَ مُحْسِنٌ» ثُمَّ قَالَ: «إِنِّي سَمَّيْتُهُمْ بِأَسْمَاءِ وَلَدِ هَارُونَ شَبْرٌ، وَشُبَيْرٌ، وَمُشْبِرٌ» .
كتاب فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ص773 -ج2
ذكر أبن منظور في كتابه:
قَالَ: وَوَجَدْتُ ابْنَ خَالَوَيْهِ قَدْ ذَكَرَ شَرْحَهُمَا فَقَالَ: شَبَّرُ وشَبِيرٌ ومُشَبِّرٌ هُمْ أَولاد هَارُونَ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وَمَعْنَاهَا بِالْعَرَبِيَّةِ حَسَنٌ وَحُسَيْنٌ ومُحَسِّن، قَالَ: وَبِهَا سَمَّى عَلِيٌّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، أَولاده شَبَّرَ وشَبِيراً ومُشَبِّراً يَعْنِي حَسَنًا وَحُسَيْنًا ومُحَسِّناً، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجمعين
ص393 -ج4- لسان العرب
ذكر المحسن في التــــــــوراة
من عِظَمِ مقام المُحسِن عليه السلام أن اسمه مذكور في التوراة، أن جاء في الروايات أنّ أبناء نبيّ الله هارون عليه السلام قد حُمِلوا أسماءً تُشابه أسماء أبناء الإمام عليّ: شَبَر، شُبير، ومُشَبَّر، فكانت هذه التسمية كرامةً لنبيّ الله هارون، وبيانًا لفضل أبناء الإمام عليّ عليهم السلام، حتى كأنّ أسماء أبناء هارون إنما تشرَّفت بمماثلة أسماء أبناء الإمام عليّ عليهم السلام.
أَبُو بَكْرٍ اَلشِّيرَازِيُّ فِي مَا نَزَلَ مِنَ اَلْقُرْآنِ فِي أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ مُقَاتِلٍ عَنْ عَطَا :
فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَ لَقَدْ آتَيْنٰا مُوسَى اَلْكِتٰابَ كَانَ فِي اَلتَّوْرَاةِ:يَا مُوسَى إِنِّي اِخْتَرْتُكَ وَ وَزِيراً هُوَ أَخُوكَ يَعْنِي هَارُونَ لِأَبِيكَ وَ أُمِّكَ كَمَا اِخْتَرْتُ لِمُحَمَّدٍ إِلْيَا هُوَ أَخُوهُ وَ وَزِيرُهُ وَ وَصِيُّهُ وَ اَلْخَلِيفَةُ مِنْ بَعْدِهِ طُوبَى لَكُمَا مِنْ أَخَوَيْنِ وَ طُوبَى لَهُمَا مِنْ أَخَوَيْنِ إِلْيَا أَبُو اَلسِّبْطَيْنِ اَلْحَسَنِ وَ اَلْحُسَيْنِ وَ
مُحَسِّنٍ اَلثَّالِثِ
مِنْ وُلْدِهِ كَمَا جَعَلْتُ لِأَخِيكَ هَارُونَ شَبَّراً وَ شَبِيراً وَ مُشَبِّراً .
رقم الحدیث : ۳۷۸۰۷۸ | تخريج : المناقب , الجزء3 , الصفحة54
ذكر المحسن في القران
لم يقتصر ذكر المحسن عليه السلام على التوراة، بل أشير إليه في القرآن بآية ﴿وَإِذَا الْمُؤُودَةُ سُئِلَتْ﴾. فليست كما يروّج البعض أنها خاصة ببنات الجاهلية ، بل جاء عن أهل البيت عليهم السلام أنّ من مصاديقها المحسن الذي قُتل بغير حقّ. تُقرأ الآية في رواية حفص بـ“المؤودة”، بينما ورد في روايات أهل البيت قراءة “المَوَدة”
قال المفضـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل
يا مولاي اسال قال : إسأل قال : يا مولاي ( وإذا المؤودة سئلت باي ذنب قتلت ) قال -الإمام الصادق- : يا مفضل تقول العامة انها في كل جنين من أولاد الناس يقتل مظلوما قال المفضل : نعم ، يا مولاي هكذا يقول أكثرهم قال : ويلهم من أين لهم هذه الآية هي لنا خاصة في الكتاب وهي محسن ( عليه السلام ) لأنه منا وقال الله تعالى : ( قل لا أسألكم عليه اجرا الا المودة في القربى ) وإنما هي من أسماء المودة فمن أين إلى كل جنين من أولاد الناس وهل في المودة والقربى غيرنا يا مفضل قال صدقت يا مولاي.
الهداية الكبرى ص418||بحار الأنوار ج53 ص23 || العوالم ج11ص44
قال المفضـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل
يا مولاي ما تقول في قوله تعالى " وإذا الموؤودة سئلت * بأي ذنب قتلت " قال -الإمام الصادق- : يا مفضل والموؤودة والله محسن ، لأنه منا لا غير ، فمن قال غير هذا فكذبوه .
بحار الأنــــــــــــــوار ج53 ص23
وَ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ،عَنْ رَجُلٍ،عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)،قَالَ:
سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ:
وَ إِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ* بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ،
قَالَ:«هِيَ مَوَدَّتُنَا،وَ فِينَا نَزَلَتْ».
البرهان- البحراني- الجزء : 5 صفحة : 594
حساب قتَلة المُحسِن يوم القيامة
عندما أسري النبي (صلى الله عليه واله وسلم) إلى السماء أخبره الله تعالى بمصير كل أهل بيته وماسيجري في يوم القيامة من حساب أعدائهم , ومن ضمن أهل بيت النبي (صلى الله عليه واله وسلم) هو المحسن (عليه السلام) ذكر الله سبحانه لنبيه العذاب الواقع على عمر وقنفذ ومن ساعدهم في هجوم الدار وفي طرح جنين السيدة فاطمة مقتولا.
قال أمير المؤمنين عن أبنه المحسن:
“وهو لاحق بجدة رسول الله فيشكو اليه”
العوالم-ج2-ص569
عن أبي عبـــــــــــــــــــــــــــــد الله عليه السلام قال :
لمّا اسري بالنبيّ صلى الله عليه و آله إلى السماء قيل له : إنّ الله مختبرك في ثلاث لينظر كيف صبرك ، قال : اسلم لأمرك يا ربّ و لا قوّة لي على الصبر إلَّا بك ، فما هنّ ؟ قيل له :...-محل الشاهد-
و أمّا ابنتك فتظلم و تحرم و يؤخذ حقّها غصبا الذي تجعله لها و تضرب و هي حامل و يدخل عليها و على حريمها و منزلها به غير إذن ، يدخل منزلها ثمّ يمسّها هوان و ذلّ ، ثمّ لا تجد مانعا و تطرح ما في بطنها من الضرب و تموت من ذلك الضرب ،قلت -قال النبي- : * ( إِنَّا لِلَّه وَإِنَّا إِلَيْه راجِعُونَ ) * قبلت يا ربّ و سلَّمت و منك التوفيق و الصبر .
-محل الشاهد إلى قول الله لنبيه عن المحسن-و أوّل من يحكم فيه محسن بن عليّ و في قاتله ثمّ في قنفذ فيؤتيان هو و صاحبه فيضربان بسياط من نار ، لو وقع سوط منها على البحار لغلت من مشرقها إلى مغربها ، و لو وضعت على جبال الدنيا لذابت حتّى تصير رمادا ، فيضربان بها
كامل الزيارات , ج1 , ص۳۳۲ || مستدرك الوسائل , ج۱۰ , ص۲۷۵






